استثارتني مداخلة الصديق العزيز والإعلامي (الأنيق) كمال عبدالقادر على مقولة احد أبناء الأثرياء الذي أعلن عن تبرعه بثلث أملاكه للفقراء والمساكين والأعمال الخيرية.. وكان رأي زميلنا (كمال) ان التبرع يكون اثناء حياة المتبرع وليس بعد وفاته اسوة بالأثرياء الأمريكيين الذين تبرعوا بجزء كبير من ثرواتهم للأعمال الخيرية اثناء حياتهم وليس بعد وفاتهم. وأنا اؤكد للصديق العزيز ان الذي يبحث عن الأمر يكون تبرعه اولاً في السر بحيث لا تعلم يده اليسرى ماذا قدمت يده اليمنى بدون (الفضفضه) الإعلامية والاموال التي انفقت بدافع الوجاهة لو أتيت لبعض أصحابها وطالبت بجزء يسير من تلك الأموال للمحتاجين والفقراء والمساكين فلن تجد أمامك إلا سكرتير (سعادته) القادر على تصريفك في اليوم الواحد (مائة مرة)!!. وهذا لا يعني انه لا يوجد من الأثرياء من ينفق ابتغاء مرضاة الله (سراً وعلانية) وهم معروفين عند الله وخلقه ويصل بهم الحال الى عدم رغبتهم بالبوح بما ينفقون راجين من الله الأجر والثواب.. بالرغم انهم ينفقون و(بسخاء). وأقول للأخ كمال ان الناس شهداء الله على الأرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وتستطيع ان تفرق وبسهولة بين (الثرثار) الذي تكون أقواله أكثر من أفعاله وبين (المعطي) وبسخاء بدون فلاشات او ضجيج. والله عز وجل يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) .. وذلك بدون مَنٍّ أو اذى او تجريح وايضاً بدون (هرطقة) إعلامية لا مبرر لها. لا أعرف ماذا اقول؟! حينما اردت ان افعل مثل الآخرين وارثي فقيد الامة والوطن (الانسان) غازي القصيبي رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته .. لم اجد من الكلمات ما يليق بالفقيد.. ولم أجد في المشاعر ما يستطيع وصف مساحة الحب للفقيد في قلوب من أحبه وحتى من اختلف معه وخير وصف لمقدار الحزن هو قول ابو العلاء المعري: إن حزناً في ساعة الموت أضعاف سرور في ساعة الميلاد. رحمك الله يا فقيد الانسانية وجعلك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. آخر السطور: يقول أحمد شوقي: واذا نظرت الى الحياة وجدتها عرساً أقيم على جوانب مأتم