قالت مصادر امنية وطبية عراقية ان ما لا يقل عن 36 شخصا قتلوا الاثنين واصيب حوالى خمسين بجروح عندما فجرت امراة ترتدي حزاما ناسفا نفسها قرب ضريح الامام الحسين في وسط كربلاء. وقال المسؤول في دائرة الصحة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) علاء حمود ان التفجير اسفر عن مقتل 36 شخصا واصابة خمسين بجروح. من جهته، اكد ضابط شرطة رفض الكشف عن اسمه ان امراة فجرت نفسها وسط حشد من الناس قرب الضريح. ووقعت عملية التفجير على مسافة تبعد حوالى مئة متر من ضريح الامام الحسين. وتزامنت عملية التفجير مع الزيارة المفاجئة التي يقوم بها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى بغداد لبحث التطورات السياسية والامنية. وافاد مراسل فرانس برس في المكان ان سيارات الاسعاف والشرطة سارعت الى نقل القتلى والمصابين الى المستشفيات. واضاف ان الانفجار كان من القوة بمكان حيث ان اشلاء القتلى تناثرت الى مسافات بعيدة. وقال سليم كاظم مدير دائرة الصحة في المحافظة ان هناك سبعة من الزوار الايرانيين بين الجرحى. وسرعان ما فرضت السلطات المحلية حظر التجول في المفاصل الرئيسية في المدينة حتى اشعار اخر. وسبق لكربلاء، وهي من ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم، ان تعرضت للعديد من الهجمات الدامية كان آخرها في 28 نيسان/ابريل 2007 عندما انفجرت سيارة مفخخة قرب ضريح العباس ما ادى الى مقتل اكثر من 70 شخصا واصابة حوالى 160 اخرين. وقد اوقع هجوم مماثل قرب ضريح الامام الحسين في الرابع عشر من الشهر ذاته 42 قتيلا وعشرات الجرحى. كما كانت كربلاء مسرحا لمواجهات دامية بين ميليشيا شيعية والشرطة اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في اب/اغسطس 2007. وقد اعلن زعيم التيار الصدري رجل الدين الشاب مقتدى الصدر هدنة بعد الاشتباكات مدتها ستة اشهر ما لبث ان مددها الشهر الماضي ستة اشهر اخرى. ويتعرض العراق منذ فترة الى هجمات انتحارية بواسطة الاحزمة الناسفة يقوم بتنفيذ بعضها نساء. وكان متحدث عسكري اميركي قال الاحد ان الاحزمة الناسفة هي السلاح المفضل بالنسبة لتنظيم القاعدة مشيرا الى تزايد معدلات العمليات الانتحارية في هذا البلد. واضاف الاميرال غريغوري سميث "هناك تزايد في استخدام الانتحاريين الذين يرتدون احزمة ناسفة". واكد ان "معدل العمليات الانتحارية كان اواخر العام 2007 بين ثمانية الى عشرة هجومات شهريا لكنه ارتفع في شباط/فبراير الماضي الى 18 عملية". وراى المتحدث ان القاعدة تسعى الى تجنيد المزيد من المقاتلين الاجانب لتنفيذ عمليات انتحارية. وقال في هذا الصدد "انهم يعتقدون ان انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا قد يكون اداة فاعلة (...) نتوقع بالتالي ان يحاولوا زيادة اعداد المقاتلين الاجانب الذين يدخلون العراق لهذا الهدف". واعلن سميث ان الاجراءات التي اتخذتها السعودية وسوريا اتاحت تقييد حركة تدفق المقاتلين الاجانب الى العراق. واكد ان اعداد هؤلاء المتسللين الى العراق كانت بحدود المئة شهريا قبل عام اما في الوقت الحالي فانهم يتراوحون من 40 الى 50 شهريا تطلب القاعدة من معظمهم شن هجمات انتحارية. وختم قائلا "نعتقد ان القاعدة ستستمر في استخدام الانتحاريين".