هو الذي قال تعلموا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لغة الحوار، وهو الذي اسس قواعد جديدة للادارة من وجهة نظر خاصة، فكافح الفساد الاداري بكل أنواعه، ولم يهب شيئاً، ومن (الحوار) الذي هو ابسط شيء في حياتنا اشار رحمه الله (متى نتعلم هذه اللغة السامية)، لقد مات غازي القصيبي الاديب والشاعر والوزير والسفير وصاحب كلمة حق في وقت نحن أحوج فيه الى تعظيم كلمة الحق ودرء الفساد والاهتمام بالصلاح والاخلاص. مات غازي القصيبي الاكاديمي صاحب النظرة الوسطية، رفيق الطلاب، وحبيب الادباء، والفقراء. مات الدكتور غازي القصيبي وهو صاحب اكثر امارة في الشعر، والنثر والكلمة والادارة ومع هذا لم يمت من ذهن الناس، ولن يموت في افعاله وتصرفاته. مات معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي تاركاً (الكلمة) كأثر وكمرجع وكدراسات وكموسوعة قلما تجد مثلها في العالم العربي. رحل رائد كلمة الحق وستظل لارائه وصراحته وشفافيته عمقها في التاريخ وللتاريخ من حسن حظي ان التقي بالقصيبي اكثر من مرة في بعض امسياته وفي بعض محاضراته ، داخلته مرة في مؤتمر التقنيات والتدريب بالرياض قبل خمس سنوات بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات فطلب مني لقاءه بعد الحفل وكم كنت سعيدا لهذا، لانني خرجت بفائدة لا انساها حول مغزى التكنولوجيا والادب. رحل غازي القصيبي.. الذي سماه الكثير من الادباء والقراء بانه الانسان الشامل، رغم مشاغله الوظيفية الا انه كان رجل الساعة، رجل الوقت، راعي التنظيم، محارب النفاق. رحل القصيبي ولانزال نتذكر بانه كتب اجمل الشعر وارق التعبير اثناء احتلال صدام حسين العراق للكويت فكان محارباً شجاعاً بالكلمة النابهة، الكلمة الحق، الكلمة الخارقة للعادة، الكلمة المؤثرة يومياً والتي كانت تتصدر صحيفة الشرق الاوسط وملحقاتها الصباحية والظهيرة حتى انها ترجمت الى أكثر من لغة وحازت على الاعجاب بعبقري السعودية المبدع، المحارب بالكلمة والذي ساعد نفسياً في تحقيق الهزيمة ضد الاعداء والمعتدين والمنحازين للسوء والعمل الفاسد. مات غازي القصيبي وقد ترك بصماته الادارية وقدراته ومكانته الكبيرة في مجلس الوزراء والوزارات التي قادتها بدءاً من الصحة والكهرباء والعمل والسفارات التي عالج فيها العديد من قضايا وطنه وامته وقد كان حسن الثقة من لدن القيادة الحكيمة في كل ما ذهب اليه. مات غازي القصيبي وقد اصدر عشرات المؤلفات الراقية ومنها ما تسلمته منه عن مكافحة البطالة لقد رسم صورة بحثية واضحة لمعالم العمل بوزارة العمل من اجل وطنه رغم ان البعض وقف ضد مرئياته الواقعية الا انه صدها ووقف موقفاً كبيراً ضد اعداء السعودة حتى ما قبل رحيله رحمه الله، مات صاحب الخلق الرفيع وصاحب المواقف الانسانية التي لا ينساها اصحابها. يقول القصيبي: حديثنا مضيعة للوقت فانني حي وانت ميت وبعد ما دفنت لانني اومن بالشروق والزهور ورقصة الربيع في الوديان وضحكة الأحلام في الثغور ونبضة الفرحة في الانسان وانت لا تهوى سوى القبور والنعق في الأطلال كالغربان لانني أمجد الحياة ارثي ابياتي على شجعانها الزراعي دروبها بالامنيات والناثري الورد على أحزانها وانت لا تهوى سوى الزفات لانني احب كل طفلة احب كل خصلة احب كل رملة رحم الله غازي القصيبي وأثابه جنانه وألهم اهله الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون) للتواصل : [email protected]