لقد أصبحت معاملة الجنس اللطيف بالضرب والشتم صفة غالبة على معظم المسلسلات الخليجية سواء أكانت درامية أو كوميدية حتى اننى تصورت ان كتاب هذه المسلسلات يبدأون بمشاهد الضرب والعنف ثم يكملون المسلسل بما تيسر من المحاورات او النكات حسب نوع المسلسل. فأين ناشطات حقوق المرأة اللواتي صدعن رؤوسنا وقلوبنا؟ أين هن مما يجرى للمرأة في هذه المسلسلات؟ ولقد شاهدت البطل في مسلسل خليجي عرض مؤخرا بالتلفزيون يضرب زوجته البطلة بطريقة متوحشة ويشدها من شعرها ويلقي بها على الأرض ثم يشتمها ويطردها من البيت ثم يستعيدها ويواصل الضرب والركل والشتم والبطلة متسمرة في مكانها مستسلمة لزوجها البطل وكانما هي تستمتع بما يجري لها من تمثيل. ماذا نستفيد من عرض هذه الدراما السوداء وما فائدة هذه المناظر البشعة؟ وكيف يحكم المشاهدون في بلاد العالم المختلفة على أخلاقنا وطباعنا وهم لايعرفوننا إلا عن طريق هذه المسلسلات؟. ولو أراد أحد أعدائنا الكيد لنا فمن السهل عليه ان يجمع هذه المشاهد المتوحشة وينشرها في اليوتوب وساعتها سيحكم علينا العالم باننا برابرة!. ولعلنى لا أتجاوز الحقيقة إذا قلت بأن هذا النوع من العنف في التلفزيون يشكل سببا مهما للعنف الأسرى الذي استشرى مؤخرا في مجتمعنا لان هذه المشاهد العنيفة تتسلل الى منطقة اللاشعور في الدماغ وتصبح بعد ذلك من الطباع. كما أعتقد ايضا ان للمسلسلات المصرية دوراً في انتشار الطلاق بين العرسان الجدد لانه من الشائع في هذه المسلسلات ان تصيح الزوجة على زوجها عند حدوث أي مشكلة ولو صغيرة بطلب الطلاق أو نرى الزوج يكرر التهديد برمي اليمين مع كل مشكلة فيعتقد الشباب ان الطلاق هو الحل المناسب للمشاكل العائلية البسيطة والواجب ان تبين المسلسلات للازواج الجدد طرق التعامل الصحيح وتوضح ان الطلاق كارثة إنسانية واجتماعية خطيرة. ان التلفزيون وسيلة خطيرة لزرع المفاهيم الطيبة او السيئة وما نشاهده حاليا من مسلسلات عربية وأجنبية تضر أكثر مما تنفع ولهذا على الكتاب والمخرجين والممثلين الاهتمام بمسئوليتهم امام مجتمعهم وأهلهم وأجيالهم القادمة وان يجهدوا انفسهم في جعل هذه المسلسلات وسيلة لنشر الاخلاق الفاضلة والعادات الحسنة. ولا عذر لهم لان شباك التذاكر لم يعد يحدد كما كان في السابق موضوع الفيلم وأسماء الممثلين بعد ان كثرت القنوات الفضائية وأصبحت تتنافس على المسلسلات وتشتريها باي ثمن. واخيرا فاننى اعتب على الممثلات اللواتي يقبلن مثل هذه الادوار المهينة للمرأة ويعرضن أنفسهن للضرب والركل والشتم فهذا ليس تمثيلاً مسرحياً بل تمثيل جسدى واستغرب ان تقبل ممثلة محترمة هذا التعذيب الجسدي والمعنوي مهما دفع لها المخرج من أجر وفي نظرى ان استسلام الممثلة للتعذيب لا يقل ضرراً عن استسلامها لدور الاغراء .