يبدأ الجسم البشري بالتعافي، وفق دراسة تشيكية حديثة بعد 20 دقيقة من تدخين المدخن آخر سيجارة، حيث ينخفض مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الدم، الأمر الذي يؤثر في الصبغيات الدموية للهيموغلوبين، ثم يحدث التغيير الآخر بعد 14 يوما، حيث يبدأ بشكل تدريجي انخفاض خطر الإصابة بالجلطة القلبية، ثم بعد شهر آخر تتحسَّن وظائف الرئة، ويبدأ المدخن في التنفس بشكل أفضل. وأكدت الدراسة التي أجراها مركز المساعدة على التخلص من الإدمان، أن التخلص الكامل للجسم من تأثير التدخين، أي تساوي وضع المدخن سابقا مع الإنسان الذي لم يدخن على الإطلاق في حياته يحتاج إلى ما بين 15 و20 عاماً، وعلى الرغم من ذلك، فإن بدء التخلص من التدخين يبقى مفيداً جداً، لأن السيجارة الواحدة تنقص العمر بمعدل وسطي قدره 5 دقائق. ويتراجع خطر الإصابة بالأمراض القلبية لدى الأشخاص بعد عام من تركهم التدخين بمقدار 50% ، مقارنة بالناس الذين يواصلون التدخين، وبالتالي ابتعاد خطر الإصابة جزئياً بالجلطات، غير أن المدخن لا يصبح منتصراً بعد في هذه المعركة، لأنه من المهم بمكان الصمود والاستمرارية. وأكدت الدراسة أن تأثير التدخين يستمر على وضع القلب والشرايين لعدة سنوات بعد تدخين آخر سيجارة، لأنه يزيد ضغط الدم، وبالتالي يضر بشكل عام بالشرايين. ويرتبط بالمصاعب التي تشهدها الشرايين والقلب خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.. ولذلك، فإن ترك التدخين يخفّض خطر الإصابات بالسكتات بنسبة 50% أيضا بعد 5 أعوام من التوقف عن التدخين. وعلى خلاف القلب والشرايين، فإن الرئة تحتاج للتجديد إلى فترة زمنية أطول، لأن الرئة تواجه التدخين بشكل مباشر، أما الفترة التي تحتاجها للتخلص منه فتقدر بين 10و15 عاماً .