يصور المخرج الايطالي جيوزيبي تورناتوري حاليا في تونس فيلمه الجديد "ابواب الريح" الذي يتناول مواضيع اجتماعية حساسة على خلفية قصة عائلة ايطالية. وقال التونسي طارق بن عمار المنتج المنفذ للفيلم خلال لقاء صحافي مساء الجمعة "على خلفية قصة حب بين زوجين مستوحاة من حياة تورناتوري يتناول المخرج في عمله السينمائي الجديد مواضيع من التابوهات في ايطاليا في الفترة ما بين عام 1930 و1970 ويقف عند ظواهر متفشية من ابرزها المافيا". واوضح ان "الفيلم عبارة عن لوحة زيتية مشحونة بالعواطف تشكل الوانها الزاهية والقاتمة مختلف التطورات الايجابية والسلبية التي شهدتها ايطاليا في تلك الفترة من القرن الماضي". واضاف ان "تورناتوري باشر بتصوير مشاهده الاولية في مدينة باريا في جزيرة صقلية الايطالية مسقط راسه قبل ان يصل طاقم تقني كبير يضم تونسيين وايطاليين الى تونس حيث بدات عملية التصوير في كانون الثاني/يناير الماضي وتستمر ستة اشهر". ويستخدم الفيلم في منطقة بن عروس في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية ديكورا ضخما بتكلفة تقدر بستة ملايين دولار ضم مدنا ايطالية باكملها كانت مسرحا لاحداث الفيلم العاشر لتورناتوري الذي يعد احد المخرجين البارزين في ايطاليا. وقد احرز منذ 1987 تاريخ ميلاد فيلمه الاول "سيد الكامورا" نحو 25 جائزة في مهرجانات دولية ولا سيما مهرجان كان الفرنسي. ومن بين ابرز اعماله السينمائية "لينينغراد فيلم معلن" و"بائع الاحلام" و"سينما الجنة" و"كلهم في صحة جيدة". واختار تورناتوري ممثلين تونسيين وايطاليين مبتدئين للقيام باهم الادوار في الفيلم الذي راى المنتج التونسي انه "من النوع الكوميدي والتاريخي الذي يولي اهمية اكبر للذاكرة الشعبية منها للوجوه السينمائية المعروفة". من ناحيته اشار المخرج الايطالي الى انه اختار تونس لتصوير الجزء الاكبر من مشاهد الفيلم "بسبب ظروف التصوير الرائعة على جميع الاصعدة". ويتوقع ان يكون الفيلم الذي تبلغ موازنته 25 مليون يورو جاهزا نهاية عام 2008. ومن المقرر ان يشارك في ايام قرطاج السينمائية ومهرجان كان الفرنسي في دورتيهما المقبلتين. ويعد بن عمار (58 عاما) من بين المنتجين العرب والاجانب الذين لهم بصماتهم في صناعة السينما العالمية. واوضح بن عمار انه غادر تونس وعمره ثلاثين عاما "ولم اكن اعرف انذاك شيئا عن السينما ولا عن التكنولوجيا ولم تكن لي علاقات مع اهل السينما، لقد عملت وثابرت للوصول الى المستوى الذي انا فيه". ويملك بن عمار مع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني في منتجع منطقة الحمامات على بعد 60 كيلومترا جنوب العاصمة التونسية استوديوهات ضخمة اطلق عليها اسم "امبريوم"، وتم في اطار هذا التعاون انجاز اكثر من عشرين فيلما طويلا. كما يملك اغلب المختبرات السينمائية الفرنسية. وانتج بن عمار الحاصل على دبلوم تجارة دولية سنة 1970 اكثر من خمسين فيلما بميزانية تقارب 500 مليون دولار. ومن افلامه "القراصنة من اخراج رومان بولانسكي. وافتتح بن عمار العام الماضي في منطقة قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس اول "مركز سينمائي تونسي يحتوى على تقنيات عالية ستجعل من تونس قاعدة للانتاج السينمائي على المستوى العالمي باسعار لا تقبل المنافسة". واوضح بن عمار ان "هذا مركز سيعطي دفعا لانتاج الفيلم المغاربي والعربي والافريقي ويشجع المنتج والمخرج الاجنبي على اقامة شراكة مع التونسيين في هذا المجال". ويحتل هذا المركز مكان "الساتباك" الشركة التونسية للانتاج والتوزيع التي توقفت عن العمل منذ اكثر من 20 عاما. وتبلغ مساحته 51 هكتارا وتقدر موازنته بنحو ثمانية ملايين دولار. وبن عمار رجل اعمال ومستشار لمجموعة فيفندي الاوروبية وللامير السعودي الملياردير الوليد بن طلال وهو قريب وسيلة بن عمار زوجة الرئيس الراحل حبيب بورقيبة.