كل إنسان بحاجة ماسة الى من يستأنس به فيحادثه ويخاطبه في كل وقت وحين.. يبثه همومه ومشاكله.. يشتاق الى سماع صوته .. فيحادثه متى يريد.. وكيفما يريد.. وأنّى يريد. الكل يسعى الى امتلاك الهاتف سواء كان النقال أو الثابت أو السيار من اجل أن يتصل بمن يريد.. وكم يغضب الانسان وينزعج لو اراد الاتصال ويفاجأ بالعبارات التي تردد على مسامعنا عندما نحاول اجراء الاتصالات مثل: ان الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن.. أو الهاتف المطلوب مغلق أو خارج نطاق الخدمة.. أو تأكد من الرقم الصحيح.. أو عفواً ان الهاتف الذي طلبته غير موجود بالخدمة مؤقتاً.. او جميع الخطوط مشغولة الآن أعد المحاولة في وقت آخر.. أو ليس لديه رصيد يكفي لاتمام المكالمة.. الخ من العبارات التي الفناها عن ظهر قلب وتزعجنا حتى النخاع. ولكن هل فكرنا جميعاً بالاتصال بخالق الكون؟ وهل حاولنا الاتصال بالله عز وجل الذي يعلم السر وأخفى؟ وهل جربنا الاتصال برب العالمين الذي يجيب دعوة المضطر اذا دعاه؟ وهل حاولنا الاتصال برب السماوات والأرض في كل وقت الذي يسمع ويرى بدون انقطاع او تعطل فالشبكة التي بيننا وبينه عز وجل تعمل دائماً في الليل والنهار والبر والبحر وفي الفضاء الواسع. أحبتي عليكم بالدعاء، فالدعاء معين من الخير لا ينضب.. ومدد من العون لا ينفد.. لأنه باب العطاء فالمولى جلت قدرته يحب الداعين والملحين في الدعاء ولا يخيب السائلين ولا يرد احداً.. انه سبحانه وتعالى العظيم الكريم المجيب.. انه جل في علاه كاشف السوء عن عباده ورافع البلاء عنهم وهو قريب من الجميع.. وفي كتاب الله عز وجل الادلة على ذلك ومنها: قال تعالى (ونوحاً اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم). وقال تعالى (واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). وهذا يونس عليه السلام يهاتف ربه قائلاً وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين) فنجاه الله عز وجل. وهذا رسولنا صلوات الله وسلامه عليه يهاتف ربه عز وجل قائلاً: (اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس.. أنت رب العالمين وانت ربي، الى من تكلني.. الى عدو يتجهمني أم الى ضعيف ملكته امري.. ان لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي.. أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة ان ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك.. لك العتبى حتى ترضى.. ولا حول ولا قوة إلا بك) فأرسل له الله على وجه السرعة سيدنا جبريل وملك الجبال.. وهي استجابة فورية لا يوجد لها مثيل على الاطلاق. أحبائي ان الله سبحانه وتعالى لا يغلق الأبواب أمام من دعاه وسأله ليلاً ونهاراً. ان الاتصال به جلت قدرته مجاناً وبدون مقابل بدون رسوم. فهل من عودة صادقة الى رب البرية؟ والاتصال به والخضوع والخشوع له وحده جل جلاله وعظم شأنه. فاللهم أصلح أمورنا كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وردنا اليك رداً جميلاً. رسالة موجزة: | الى استاذي الكريم عدنان كاتب جاري العزيز في هذه الصفحة.. كل عبارات الشكر والتقدير لا تكفي.. وكل معاني الوفاء لن تستطيع الوصف لمواقفك النبيلة مع الجميع.. أطال الله عمرك ومتعك بالصحة والعافية.. وفعلاً الرجال مواقف في زمن الجحود والنكران فرب أخ لك لم تلده أمك. استاذي الكريم.. الله عز وجل اذا أحب عبده حبب فيه خلقه. أدام الله حبه وحب خلقه لك وبارك لك في أهلك وابنائك وذويك آمين. من أجمل ما قرأت: مجيب السائلين حملت ذنبي وسرت على الطريق إلى حماكا ورحت أدق بابك مستجيراً ومعتذراً ومنتظراً رضاكا دعوتك يا مفرّج كل كرب ولست ترد مكروباً دعاكا همسة: اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل.