بعد محاولات كثيرة للحكومة الأفغانية ظلت تراوح مكانها بشأن المصالحة مع طالبان ..بدأت أخيراً محاولة جادة هذه المرة وبضوء أخضر من أمريكا، بل وترحيب يعكس أملاً في الوصول إلى حل سياسي من طالبان يجنب البلاد ويلات الحروب. ومحاولة المصالحة هذه المرة هي بين الحكومة الأفغانية والحزب الاسلامي المعارض بزعامة قلب الدين حكمتيار الذي يوصف بالمعتدل والذي سبق أن تولى رئاسة الوزراء بعد خروج السوفيت من أفغانستان وكانت الحكومة الأفغانية قد عرضت في مرات كثيرة التفاوض مع حكمتيار ولكن هذا العرض كان يصطدم بشرط حكمتيار الأساسي وهو ضرورة انسحاب القوات الأجنبية أولاً.. ولكن حكمتيار تراجع عن هذا الشرط وبدأ يطالب بجدولة الانسحاب لهذه القوات بدلاً من الانسحاب المسبق ..وقد قطعت الخطوة في التواصل مع المعارضة مرحلة مهمة تمثلت في لقاء فعلي قد تم بين الحكومة ووفد يضم مسؤولين من الحزب الاسلامي وصل إلى كابول، وتأتي هذه التطورات باتجاه العملية السياسية بعد نجاحات متميزة حققتها الاستخبارات الأمريكية في تعقب عناصر طالبان كان أبرزها اعتقال الملا برادار أبرز مساعدي الملا عمر وما أعقب ذلك من نجاحات في تعقب عناصر أخرى دل عليها الملا برادار، والمهم هو أن تتواصل هذه العملية السياسية واكتمال المصالحات والحكومة يمكنها أن تقدم من الخطوات ما يضمن نجاح هذه المحادثات ويجلب الكثير من المسلحين إلى مائدة التفاوض ..خاصة أن المجتمع الدولي يدعم خطوات متسارعة من أجل المصالحة في أفغانستان .