رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن قادة طهران اتخذوا قرار عزل أنفسهم بعد مرور عام على عرضه تجاوز الخلافات المستمرة منذ ثلاثين عاماً بين البلدين. وقال أوباما بمناسبة رأس السنة الإيرانية، أمس السبت إن (الحكومة الإيرانية هي التي اختارت عزل نفسها واختارت التركيز على الماضي أكثر من الالتزام ببناء مستقبل أفضل على مدار العام الماضي. . وحتى مع استمرار وجود خلافات لنا مع الحكومة الإيرانية فإننا سنواصل التزامنا بمستقبل أكثر تفاؤلاً للشعب الإيراني). وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة زادت فرص التبادل التعليمي مع الطلاب الإيرانيين للدراسة في الكليات والجامعات الأمريكية بالإضافة إلى العمل على زيادة حرية الوصول إلى تكنولوجيا الإنترنت حتى يمكن للإيرانيين (الاتصال مع الآخرين ومع العالم دون خوف من الرقابة). وتناقض استعداد أوباما للارتباط دبلوماسياً مع إيران إذا (أرخت قبضتها) مع سياسة الإدارة السابقة بالسعي لعزل إيران التي وصفها الرئيس السابق جورج بوش بأنها جزء من (محور للشر). لكن أوباما لم يستبعد أيضاً أي خيارات في التعامل مع إيران، أكبر خامس مصدر للنفط الخام في العالم، رغم أن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا مراراً أن خيارهم المفضل هو الدبلوماسية في ضوء صعوبة فرض تطبيق عقوبات وخطر أن يؤدي العمل العسكري إلى صراع أوسع. واتفقت الولاياتالمتحدة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا على مسودة اقتراح لجولة رابعة من العقوبات من شأنها فرض قيود جديدة على البنوك الإيرانية وتستهدف الحرس الثوري والشركات المرتبطة به. وتحاول واشنطن جاهدة إقناع الصين وروسيا بالموافقة على عقوبات أكثر قوة، وتملك كلا الدولتين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي كما أنهما حليفان أساسيان لإيران. وفي تطور آخر، أبلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول الجمعة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تزور روسيا أن الدعم الروسي لإصدار قرار جديد من الأممالمتحدة بفرض عقوبات على إيران ممكن. وشددت الولاياتالمتحدة التي تحرص على عدم تقويض المعارضة الداخلية المتصاعدة لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على أن أي عقوبات ستستهدف الحكومة الإيرانية وليس الشعب الإيراني. وقال أوباما (أريد أن يعرف الشعب الإيراني ما تؤيده بلادي الولاياتالمتحدة تؤمن بكرامة كل البشر وبنظام دولي يهدف إلى العدالة). وأضاف أن الولاياتالمتحدة تريد (مستقبلاً يمكن فيه للإيرانيين ممارسة حقوقهم والمشاركة بشكل كامل في الاقتصاد العالمي وإثراء العالم من خلال المبادلات التعليمية والثقافية فيما وراء حدود إيران. هذا هو المستقبل الذي نسعى إليه، هذا هو ما تصبو إليه أمريكا).