تواصلت في أنقرة ردود الفعل الغاضبة على قرار لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي اعتبارَ المذبحة التي تعرض لها الأرمن في الحرب العالمية الأولى (إبادة جماعية). وقال الرئيس عبدالله غل إن القرار (لا قيمة له في نظر الأتراك)، و(أنه جرى اتخاذه لدوافع سياسية لا تمت إلى عدالة التاريخ وعلم التاريخ نفسه بصلة). وفي تلميح إلى إمكان تأثر مسيرة تطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان التي بدأت في أكتوبر الماضي بالقرار، قال غل إن (تركيا لن تكون مسؤولة عن أي نتائج سلبية يمكن أن يؤدي إليها هذا القرار). ومن جانبه أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستمضي قدما في جهود تطبيع العلاقات مع أرمينيا، لكنه بدا غير واثق من فرص المصادقة على أي اتفاق.وقال أوغلو في مؤتمر صحفي (نحن عازمون على المضي قدما في تطبيع العلاقات مع أرمينيا، لكن تصديق البرلمان التركي على اتفاقات السلام معرض للخطر).وكانت تركيا وأرمينيا التي استقلت عام 1991 عن الاتحاد السوفياتي قد توصلتا إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين يسمح بفتح الحدود المغلقة بينهما. وتتهم الدولة العثمانية بالوقوف وراء تعرض الآلاف من الأرمن لمذبحة خلال الحرب العالمية الأولى، لكن تركيا تنفي ذلك وتؤكد أن المصادر التاريخية تعفي الأتراك من هذه المسؤولية. وكان أول رد فعل تركي على القرار الأميركي استدعاء سفير أنقرة في واشنطن نامق تن للتشاور إثر صدور قرار اللجنة بأغلبية 23 صوتا مقابل 22. وقد أدانت رئاسة الحكومة التركية القرار معتبرة أنه (يتهم تركيا بجريمة لم ترتكبها).في المقابل رحبت أرمينيا بالقرار واعتبرته دفعا قويا لحقوق الإنسان. وقال وزير خارجيتها إدوارد نالبانديان لرويترز (نقدر تقديرا عاليا هذا القرار)، مضيفا أن (هذا دليل آخر على احترام الشعب الأميركي للقيم الإنسانية العالمية، وهو خطوة هامة للحد من الجرائم ضد الإنسانية).من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها حثت اللجنة على عدم المضي قدما في التصويت خشية تأثيره على عملية التطبيع والمصالحة بين تركيا وأرمينيا.وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأن الكونغرس سيتصرف عندما يصله مشروع القرار، وأن إدارة أوباما أبلغت بذلك جميع الأطراف المعنية بالقضية. وفي ردود الفعل الداخلية الأميركية على القرار، رحبت جماعات الضغط الأميركية التي سعت لاعتماده منذ عشرات السنين بموقف لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.