بالأمس القريب كانت حفلات الزواج والأعياد وغيرها تقام داخل الحارة قبل وجود القصور والاستراحات تدق وتركب الفازات وكل ما يلزم عن طريق مجموعة من الشباب يسمون الفزيعة وهم أيضاً من يقوم بخدمة المعازيم بكل همة ونشاط وشهامة ولد الحارة وإلى الآن بالرغم من وجود العمال في القصور والاستراحات بل حتى في مراسم العزاء يخدمون وليس مثل الآن يقوم البعض بإحضار أشخاص وإعطائهم المال مقابل الخدمة أعود إلى الفزيعة الذين لايريدون جزاء ولاشكور مقابل الخدمة اتراهم يطلبون شيء وهم عاشوا جنباً إلى جنب تجمعهم الحارة بطبيعتها الجغرافية وتفرض عليهم ذلك بعفويتها وبكل مافيها من الاخوة والعشرة والجيرة الصادقة والنخوة والرجولة والتفاني في الحب نعم أقول كل هذا بعد من همس في أذني قائلاً يقولوا راحت الفزعة إلا عند التكارنة نعم هكذا سمعت بعد ما طويت صفحة ذلك الزمن الجميل الذي كان الفزيعة ينشرون الفرحة والبهجة في أرجاء الفازة بمباشرة الضيوف بالقهوة والشاي وبكلمات الترحيب لا ستشناس الضيوف وحتى اثناء مد السفر تراهم سردادي مردادي مثل النحل أو النمل أن شئت لايهدأ لهم بال حتى ينفض الضيوف والفزعة فهي من العادات المستمدة من ديننا الحنيف وتحث على المعاونة والمشاركة والمساعدة في المواقف الحرجة ولها ابعاد اجتماعية ونفسية ومعنوية وأنا هنا اتساءل هل بعد البيوت أم بعد القلوب والسكن في المخططات واستعلاء البعض عن الشيل والحط أم عدم غرس مثل هذه العادة الطيبة في عقول ونفوس ابنائنا هو السبب وفي ذاكرتي الآن موقفان سوف اذكر احدهما مما يؤكد أن الفزعة عند التكارنة ففي أثناء أحد مراسم العزاء قال أحد الاشخاص لاخيه الصغير خلاص روح البيت فما بوسع اخيه الذي لايتجاوز عمره الثانية عشرة وبنبرة دافئة يملؤها الحزن وبعين توشك على البكاء ابغى افزع هل نقف امام هذه الكلمة ونتأملها مليا لكي نسقيها لأبنائنا لتكون لهم فتمينا يسري في اجسادهم ليعشقو حب العمل والمشاركة لنحقق معا المثل القائل الناس للناس والكل بالله. بقلم: يوسف خليفة المدني مكة المكرمة