في ليلةٍ من ليالي (جُدّة) الربيعية الماتعة .. وفي نزهة ليلية على شاطئ كورنيش الحمراء .. أغرتني أمواج البحر المتراقصة والتي تُشْبه في تموّجها الأنجم الساطعة .. فأنخت ركابي على شاطئه الأخضر الجميل .. أستلهم الرؤى الحالمة والأحاسيس المرهفة في جوٍ آخاذ بديع .. أعادني إلى ذكريات عزيزة وغالية لم تزل عالقة بفكري وأطيافها لم تغب عن ناظري .. رغم طول النوى وبعد المسافات؟ لكن رؤى الماضي وما يحويه من أسرار .. يظل المستودع الأمين لكل ذلك. | ورغم الفاجعة التي لَحِقتْ بالحبيبة (جُدّة) والأزمة التي عَصفَتْ بها .. فستظل في نظر محبيها وعاشقيها هي (العروس) بلا منازع وموئلا للجمال الخلاق وأغنية ملهمة يرددها الشعراء الذين تغنوا بحبها وجمالها ووشحوها بأحلى القصائد وأحاطوا عنقها بأغلى القلائد (حباً ووصفاً) في طليعتهم الشاعر الراحل حمزة شحاته رحمه الله: النهُى بين شاطئيكِ غَريقُ والهوى فيكِ حالمٌ ما يُفِيقُ ورُؤى الحُبِّ في رحابك شتّى يستِفزُّ الأسيرَ منها الطليق كم يُكرُّ الزمانُ متِئدَ الخطو وغصّنُ الصبا عليك وريقُ ويذوب الجمال في لهَبِ الحُبِّ إذا آب ، وهو فيكِ غُريقُ والشاعر الوجداني المبدع يحيى توفيق: غادة البحر ما عشقت سواكِ السنى منكِ والبهاء بهاكِ كم عرفت الهوى على شاطئيك ورشفت الرحيق بين رباك النسيمُ العليل ملءُ سماكِ والهوى فيكِ عاطرٌ بشذاكِ أنتِ حبي وذكرياتُ شبابي وصباىَ الغريرُ بعضُ صِباكِ إيه (جُدّة) إن غرّبتني الليالي ففؤادي يهيم فوق ثراكِ يا عروس الحجاز ليلُكِ سحرٌ وجمال الوجود في مغْناكِ | والشاعر الملهم: معيض البخيتان: ما أروع البحر الذي في جدة!! والسلسبيل العذب محروق الشذى والبوح والرمل الذي في جدة والحس والمغزولة المعتده وأنعم الألوان فيها والتي والمترفان الشعر رهوا والهوى تصب في السحنات مثل الزبدة!! والنغمة الخضراء والمشتده قيثارة الاعجاز من الهامها مجدولة كالنجم خلق راعش والنار والعطار يكوي نده مع حكمة الأيام يجلو خده | والشاعر الموهوب: محمد حسن العمري: عروس البر والبحرِ لها عِقدٌ من الدُّرِ وفوق جبينها تاجٌ تتيهُ بهِ على البدرِ فسُبحان الذي سوّى جمالَ القدِّ والَخصْرِ وسبحان الذي أعطى بلا منِّ ولا شكْرِ ألَاَما أجمل الدُنْيا على شطآنها الخُضُرِ وما أحلى نسيم البحر في أعماقنا يَسريِ عُذراً ملهمتي (جُدّة) اذا قلت لك: وداعا .. ولكن .. إلى لقاء .. وحسبي أنها جلسة ماتعة أمضيتها في رحاب شاطئيك .. تمنيت لو دامت طويلا .. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.