مع وصول بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا بأنجولا إلى خط النهاية اليوم الأحد بمواجهة مثيرة بين منتخبي مصر وغانا على لقب البطولة ، سيكون حسن شحاتة المدير الفني الوطني للمنتخب المصري أقرب ما يكون الى تحقيق أحد الإنجازات التي يحلم بها أي مدرب في العالم. والأكثر من ذلك ، يعني الفوز بالمباراة النهائية اليوم إنجازا غير مسبوق ومن الصعب تكراره لأي من المدربين الوطنيين في القارة الأفريقية.شحاتة الان على مسافة 90 دقيقة فقط من التتويج باللقب الأفريقي الثالث على التوالي ليصبح أول مدرب يحقق هذا الإنجاز. سبق أن قاد المدرب تشارلز جيامفي المنتخب الغاني (النجوم السوداء) إلى لقب البطولة ثلاث مرات أعوام 1963 و1965 و1982 لكن لم يحالف الحظ أي مدرب في ثلاث بطولات متتالية وهو الإنجاز الذي يدنو منه شحاتة. ورغم ان شحاتة اخفق في الوصول بالفريق إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ،وتبدد الحلم الذي تمناه طويلا ، الا انه استطاع مداواة جراحه سريعا في (أنجولا 2010). وتتحدث إنجازات شحاتة بالفعل عن نفسها ،حيث نال هذا المدرب من الإشادة والتقدير ما لم يحظ به أي مدرب آخر مع المنتخب المصري ،ولا يقترب منه سوى المدرب الشهير محمود الجوهري، صاحب إنجاز التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا. قاد شحاتة المنتخب المصري إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية في دورتيها السابقتين على عكس العديد من التوقعات ليفرض نفسه بقوة على قائمة أفضل المدربين في تاريخ القارة السمراء.ومنذ توليه مسئولية الفريق في عام 2004 خلفا للمدرب الإيطالي ماركو تارديلي ، قاد شحاتة أحفاد الفراعنة إلى الفوز في أكثر من 50 مباراة والتعادل في 14 مباراة ، والهزيمة في مثلها. وفي اعقاب الاخفاق الذي واجهه شحاتة بسبب عدم تأهل الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، لم يكن أمامه سوى البحث عن لقب جديد في الكأس الأفريقية رغم أن أي فريق لم ينجح في الفوز بلقب البطولة ست مرات سابقة. بيد أن شحاتة ،الذي نال شرف تدريب المنتخب المصري بعد نجاحه مع فرق صغيرة ومتواضعة التاريخ ، يدرك جيدا أن التوقعات والترشيحات تسقط وتتهاوى أمام الجهد والعرق داخل الملعب. ولذلك كان الحلم الجديد لشحاتة هو قيادة الفريق للفوز باللقب في أنجولا ليكون أفضل تعويض لجماهير كرة القدم المصرية عن ضياع حلم التأهل للنهائيات العالمية. وبالفعل اقترب شحاتة كثيرا من تحقيق الحلم. وضع شحاتة أملا كبيرا في ذلك على خبرة لاعبيه ،وانصهارهم في قالب الفريق بعد سنوات من التواجد ضمن صفوفه.ويدرك شحاتة ولاعبوه أيضا أنهم فازوا بلقب البطولتين السابقتين ،على عكس معظم التوقعات والترشيحات ولذلك لن يكون من المستحيل عليهم الفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالي. ورغم غياب عدد من العناصر المتميزة والمؤثرة عن صفوف الفريق في البطولة الحالية بسبب الإصابات أو لأسباب أخرى ، ترك شحاتة بصمة جديدة مع الفريق ونجح في تعويض غياب هذه العناصر ببعض اللاعبين الجدد الذين اندمجوا سريعا في قالب الفريق. وإلى جانب تألقه في قيادة الفريق فنيا وخططيا ، يتميز شحاتة بقدرته على فرض الانضباط على الفريق ، فهو دائما ما يحرص على سيادة الالتزام من جميع اللاعبين بغض النظر عن مدى شهرة أي لاعب أو اسمه الكبير. والدليل على ذلك أنه لم يتوان في الماضي عن استبعاد نجميه أحمد حسام (ميدو) ومحمد زيدان من صفوف الفريق بسبب عدم الالتزام.وفي حال توج الفريق بلقب البطولة الحالية بالفوز على (النجوم السوداء) في مباراةاليوم ، سيكون ذلك أفضل إنجاز لأي مدرب مصري أو أفريقي.