أوقع الزلزال الذي ضرب هاييتي الثلاثاء الماضي ما بين أربعين وخمسين ألف قتيل بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمة كما وردت في مذكرة للأمم المتحدة نشرت أمس الأحد. ومع تقدم قافلة الأممالمتحدة للمساعدات يخرج أشخاص من بين الأنقاض لكن سرعان ما يغطى الغضب على مشاعر الارتياح، لأن فرق الإغاثة التي كانت تنتظرها مدينة ليوغان حيث مركز الهزة الأرضية التي ضربت هاييتي، لا تكفي مقارنة مع حجم الدمار. ولم تعد هذه المدينة التي تطل على بحر الكاريبي سوى حقل من الأنقاض، ولم يبق شيء من منازلها أو كنائسها أو أكواخها الخشبية. وقالت الأممالمتحدة إن 90% من مباني المدينة دمر. ومن الصعب تحديد عدد القتلى في هذه المدينة. ومع تركيز عمليات الإغاثة في بور أو برنس الواقعة على بعد 17 كلم شرقا، لم يعد الناجون يعتمدون إلا على أنفسهم منذ مساء الثلاثاء. ووصلت قافلة أولى من المساعدات السبت الماضي بمواكبة القبعات الزرق السريلانكيين تضم شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي محملة بالبسكويت المغذي وفرقا من العمال الإنسانيين الذين أتوا لوضع حصيلة أولى للضحايا. وقال ديفيد أور من برنامج الأغذية العالمي (إن هذه المدينة كانت مركز الهزة وقتل عدد كبير من سكانها) في حين رفعت فيها أعلام الأممالمتحدة وسريلانكا وهاييتي لتصورها كاميرات التلفزيون. وأضاف وهو يساعد زملاءه في توزيع صناديق البسكويت على الناجين الذين تجمعوا أمام مقر البلدية (يتحدث العسكريون عن مقتل 20 إلى 30 ألف شخص). وعلى مسافة 20 مترا يبيع أشخاص البصل والبيض والثوم، في حين تقوم أمهات بتحضير الطعام تحت ملجأ أقيم بواسطة قطع أخشاب ومعدات تركتها الأممالمتحدة ووكالة (يو أس أيد) في عمليات إغاثة سابقة. والأمر الذي تحتاج إليه ليوغان الآن هو الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية والخيم لإيواء آلاف المشردين. وقال ماكسيم دومون (49 عاما) بغضب (إنها عملية توزيع محدودة لا تتماشى مع حجم الكارثة) مشيرا إلى أن منزله هو الوحيد الذي لم يدمر في هذا الشارع. وتحول حي المنازل الفخمة إلى كومة من الأخشاب والقرميد. ولم تعد المباني الحديثة التي كانت لا تزال قائمة الثلاثاء في الساعة 16.53 سوى حطام وأنقاض.