وسط أجواء من القلق والتوتر بسبب الاعتداءات على حافلة المنتخب التوجولي لكرة القدم ، يرفع منتخبا أنجولا ومالي الستار اليوم الأحد عن فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها أنجولا حتى نهاية الشهر الجاري. في الوقت الذي سعت فيه أنجولا إلى استغلال البطولة لتحسين صورتها والظهور بشكل رائع أمام العالم كله بعد سنوات طويلة عانى فيها هذا البلد من الحرب الأهلية ، جاءت الاعتداءات التي استهدفت حافلة المنتخب التوجولي والتي أسفرت عن مقتل سائق الحافلة وإصابة لاعبين وسبعة من أفراد البعثة التوجولية لتثير القلق بشأن إمكانية نجاح البطولة.ويخوض المنتخب المالي مباراة اليوم دون ضغوط تذكر خاصة وأن أي نتيجة إيجابية يحققه في المباراة الافتتاحية للبطولة ستكون إنجازا رائعا بينما لن تكون الهزيمة صدمة كبيرة للفريق ومشجعيه ، لاسيما وأنه يخوض المباراة أمام فريق أعلن عن نفسه بقوة على الساحة الأفريقية في السنوات الأخيرة.ولكن المنتخب الأنجولي فقد هذه الفرصة حيث لم يخض الفريق أي مباراة رسمية منذ خروجه صفر اليدين من التصفيات في العاشر من أكتوبر 2008 . ويسعى المنتخب الأنجولي إلى استغلال إقامة المباراة على أرضه وكذلك خوض جميع مبارياته الثلاث في العاصمة لواندا ، لتحقيق إنجاز كبير والوصول للمربع الذهبي ، على الأقل ، بعد أن اقتصرت افضل نتائجه السابقة في البطولة على بلوغ دور الثمانية ، وكان ذلك في البطولة الماضية عام 2008 في غانا. وإلى جانب المساندة الجماهيرية التي يحظى بها المنتخب الأنجولي في هذه البطولة ، يتمتع فريق (الفهود السمراء) أيضا بمجموعة متميزة من اللاعبين بين صفوفه.يتقدم هؤلاء اللاعبين بدرو مانتوراس نجم بنفيكا والذي أصبح واحدا من أفضل المهاجمين في الدوري البرتغالي ، كما يتألق بجواره مانوتشو نجم مانشستر يونايتد السابق وبلد الوليد الأسباني حاليا. وإلى جانب هذين النجمين ، توجد مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين مثل دياس كايريس وجاموانا وروي ماركيز لاعب ليدز يونايتد الإنجليزي وجلبيرتو لاعب الأهلي المصري وزي كالانجا لاعب دينامو بوخارست الروماني وفلافيو مهاجم الشباب السعودي. وتحظى مباراة الافتتاح على استاد (11 نوفمبر) الجديد في العاصمة لواندا بأهمية كبيرة لدى المنتخب الأنجولي نظرا لرغبته في تقديم بداية قوية تكون خطوة جيدة على طريق النجاح له وللبطولة نفسها.كما ستحدد المباراة شكل المنافسة نسبيا في هذه المجموعة قبل مباراتي أنجولا التاليتين أمام منتخبي مالاوي والجزائر على الترتيب.ويسعى المنتخب المالي إلى تفجير واحدة من المفاجآت التي تشتهر بها المباريات الافتتاحية في البطولات الكبيرة، ولذلك يسعى بقيادة نجمه الكبير فريدريك كانوتيه ، مهاجم أشبيلية الأسباني ، إلى تصحيح أوضاعه في البطولة الحالية ويأمل في أن يبدأ التصحيح بالمباراة الافتتاحية.ويخوض منتخب مالي البطولة بقيادة مديره الفني النيجيري ستيفن كيشي الذي سبق له اللعب للمنتخب النيجيري ، والذي حمل شارة قائده وفاز معه بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 1994 بتونس.ويتمتع منتخب مالي أيضا بوجود العديد من النجوم المحترفين بالأندية الأوروبية الكبيرة ضمن صفوفه ، ومنهم كانوتيه ومحمدو سيسوكو ، لاعب يوفنتوس الإيطالي ، ومامادو ديارا نجم ريال مدريد الأسباني ، وسيدو كيتا نجم برشلونة الأسباني.وقد تكون هذه البطولة الفرصة الأخيرة أمام هذا الجيل من لاعبي منتخب مالي للتأكيد على تفوقهم وتألقهم مع المنتخب، مثلما هو الحال مع أنديتهم. يسعى البرتغالي جوزيه /63 عاما/ إلى التأكيد على نجاحه مع الفريق على المستوى الرسمي بعدما نجح في تحسين النتائج معه منذ توليه مسئولية الفريق ولكن كانت جميع المباريات على المستوى الودي. وخاض الفريق تسع مباريات ودية تحت قيادة جوزيه ، فاز في اثنتين على توجو ومالطا وتعادل في ست وخسر مباراة واحدة أمام استونيا ولم يكن هجوم الفريق جيدا في هذه المباريات حيث سجل سبعة أهداف فحسب ، بينما كان الدفاع أفضل منه حيث استقبلت شباك الفريق خمسة أهداف فقط.لذلك ينتظر أن يكون الهجوم هو التحدي الحقيقي الذي يواجه جوزيه في هذه البطولة. أما ستيفن كيشي ، فيسعى إلى التأكيد على أنه من أفضل المدربين في القارة الأفريقية بعد نجاحه السابق مع منتخب توجو ورغم المشاكل التي عانى منها في السنوات الماضية.ورغم فشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا مع منتخب مالي ، ستكون البطولة الأفريقية فرصة جيدة أمامه للإعلان بقوة عن نفسه.واستعد كيشي جيدا لهذه البطولة ، حيث خاض مع الفريق أربع مباريات ودية في الآونة الأخيرة فخسر من كوريا الشمالية ومصر بنتيجة واحدة هي صفر/1 وفاز على إيران 2/1 وتعادل مع قطر سلبيا. ولم يسبق لمنتخبي أنجولا ومالي أن التقيا في نهائيات كأس أفريقيا، وكانت آخر مباراة بينهما هي اللقاء الودي الذي فاز فيه منتخب مالي 4/صفر في فبراير 2009 في فرنسا ولذلك ستكون مباراة الغد ثأرية بالنسبة للمنتخب الأنجولي.والتقى الفريقان سابقا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 1996 ، ففازت أنجولا 1/صفر في لواندا وتعادل الفريقان سلبيا في باماكو عاصمة مالي.