(1) | كثيراً ما نحتفي بمناسبات اجتماعية مثل أسابيع التوعية ، أو ابراز نشاط مؤسسة (ما) .. وتظهر خلالها فعاليات توحي بديناميكية منظمة وقدرات جيدة تبشر بالانتاج المفيد. غير أن الحال - في بعض الأحوال - يكشف عن صورة أخرى يمكن التعبير عنها على النحو التالي: - بعد تحديد موعد الاحتفال وتوجيه الدعوات يأتي المسؤول ليجد كل شيء (تمام التَّمام) .. فقد سمع (أحلى الكلام) ، وتجول داخل (المرافق) فوجد سير العمل (على ما يرام). وبعد توزيع شهادات التقدير والعرفان ، يغادر المسؤول المكان ، ليرجع كَتَّان كما كان) بعد هدوء نشاط الأبدان ، وحلول التكاسل والخذلان. ومن أخلص واتقى الله الواحد الدَّيان ، لا يعنيه هذا الهذيان!. (2) | ذات يوم عنَّ لي تسجيل بعض مشاهداتي (المرورية). المشهد الأول: عند الإشارة الضوئية ، وكانت (حمراء) .. فجأة اخترقت عربة صفوف الواقفين .. كان يقودها فتى يرافقه بعض الفتيان الذين كانوا يتمايلون على أنغام موسيقى صاخبة تصم الاذان .. وأنظارهم متجهة إلى منتظري الإشارة الخضراء ، وملامحهم تنبئ بالاستهزاء بمن وَقَف. وحمدت الله أن مَّرت العربة (المخالِفة) بسلام .. وبعد أن أذنت الاشارة بالتحرك سرت بعربتي لأرى بعد مشوار قصير (قاطع الاشارة) يقف مع رفاقه أمام مطعم لبيع (الكبدة والتقاطيع) .. أخذتني الغيرة (الوطنية) واتجهت صوبه لأنصحه واحذره من خطورة ما أقدم عليه. لم يطل الحوار لأن الشاب (الظريف) يرى بأنني لست من رجال المرور ولا شأن لي بما حدث! .. وختم كلامه قائلاً: تفضل معنا ..كُلْ كِبْدة!. المشهد الثاني: بعد خيبني في اقناع (الفتى) سرت في طريقي الفسيح .. وفجأة وجدت نفسي في ازدحام شديد للسيارات ، واختلاط الحابل بالنابل .. وذلك من جراء (التحويلات) التي يضطر لها القائمون على تنفيذ الحفريات في العديد من المواقع .. ولأن مسألة (الانتظار) أصبحت مفردة غائبة عن الوعي الاخلاقي - لدى البعض - اضافة إلى غياب الرقابة المرورية أحياناً ، فإن عملية الازدحام تظل هي الصورة القائمة!. المشهد الثالث: بعد خروجي من (الزَّنْقَة) ودخولي إلى الطريق الرئيسي المتسع شعرت بالراحة .. غير أنها لم تدم ثوان معدودة عندما فوجئت باحدى السيارات وقد خرج بها سائقها - بسرعة - من طريق (الخدمات) إلى الطريق الرئيسي دون اشارة أو التفات لصفوف السيارات التي لها الحق في العبور أولاً .. والحمد لله لم يحدث صدام .. فقد مرَّ الموقف المفاجئ بسلام. ومضة | تجد نفسك - أحياناً - بجانب (مفتون) لا يرى إلا نفسه .. ولا يصغي لغير صوته (الغجري) .. يُرخي هامته أمام ذوي الجاه والرتب .. ويستعلي على من يراه متواضعاً في مسلكه ، صبوراً على بلواه .. مثل هذا .. اتركه!!