تقع مكةالمكرمة غرب المملكة العربية السعودية على خط عرض 31 درجة، وترتفع عن سطح البحر بمقدار 280متراً، وتتجاوز مساحتها480 هكتاراً، وتبعد عن مدينة جدة بحوالي 73 كيلومتراً، وعن مدينة الطائف 87 كيلومتراً، وعن المدينةالمنورة 450 كيلومتراً، وعن العاصمة الرياض 990 كيلومتراً. وتنحصر في مجموعة من الوديان تحيط بها سلسلتان من الجبال تكادان تتصلان ببعضهما من جهات الشرق والغرب والجنوب. ويسودها طقس حار جاف حيث تتراوح درجة الحرارة فيها في فصل الشتاء بين 15 و20 درجة مئوية بينما تصل في فصل الصيف إلى 45 درجة مئوية. وكأي مدينة قديمة، كانت مكةالمكرمة محاطة بأسوار ثلاثة تحميها من المغيرين المعتدين، وهذه الأسوار هي: سور باب المعلاة من جهة الشرق، وسور باب الشبيكة من جهة الغرب، وسور باب اليمن من جهة الجنوب، كما أن جبالها الشامخات محيطة بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم مكونة سياجاً طبيعياً قوياً ضد هجمات المعتدين. وظلت مكةالمكرمة مدى تاريخها الطويل، مقصداً ومحطة لمرور القوافل التجارية من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، لوقوعها وسط شمال الجزيرة العربية وجنوبها من جهة، ولتوفر عيون المياه الجوفية فيها والتي تحتاج إليها القوافل التجارية من جهة أخرى. وبعد ظهور الإسلام وتوطيد أركانه، أصبحت مكةالمكرمة صاحبة المكانة الأولى في العالم الإسلامي، إذ تشخص أبصار المسلمين وأفئدتهم إلى رحابها الطاهرة خمس مرات كل يوم وهم يؤدون الركن الثاني من أركان الإسلام، ويفد إليها كل عام الملايين في مواسم الحج والعمرة تلبية لأمر اللّه لخليله إبراهيم عليه السلام / وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق/ سورة الحج 27. وقد جاء في فضل مكةالمكرمة أحاديث كثيرة تذكر بعض فضائلها وميزاتها، فعن فضل الصلاة فيها ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال // صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة مرة // رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح. ومن فضائل مكة أنه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر البقاع لقوله صلى الله عليه وسلم / لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا”. متفق عليه ومن فضائلها أن الله أخبر أنها أم القرى كما في قوله: ( ولتنذر أم القرى ومن حولها ) فالقرى كلها تتبع لها وفرع عليها ومن فضائلها أنها قبلة لأهل الأرض كلهم، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها. وشد الرحال إليها بالحج فرض على كل مسلم، بخلاف غيرها من البقاع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال // والله إنك لخير أرض وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت // رواه أحمد والترمذي. ولذلك كله اختار الله البلد الحرام لنبيه ، صلى الله عليه وسلم، وجعله مناسك لعباده وجعله حرماً آمناً ، لا يسفك فيه دم ، ولا تعضد به شجرة ولا ينفر صيده ، ولا يختلى خلاه ، وجعل قصده مكفراً لما سلف من ذنوب في حق من لم يرفث ولم يفسق. ومكةالمكرمة خير البلاد وأحبها إلى الله جعل من عرصاتها مناسك لعباده فرض عليهم قصدها، وأقسم بها في كتابه في موضعين منه فقال:/ وهذا البلد الأمين / ، وقال / لا أقسم بهذا البلد الأمين /. وورد في حرمة مكةالمكرمة أدلة كثيرة منها ما ثبت عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه قال // إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس ، ولا يحل لأمرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً أو أن يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقولوا له : إن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لك وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب // متفق عليه.