رعى الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الندوة العالمية : ( مسلمو جنوب شرق آسيا وقوافل الحج ) التي عقدت في مقر رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة ، ونظمتها بعثة حجاج تايلند بالتنسيق مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا. وألقى الدكتور التركي كلمة في حفل افتتاح الندوة بين فيها الأثر التنظيمي لبعثات الحج وتعاونها مع الجهات المسؤولة عن الحج في المملكة ، والجهود التي تبذل في خدمة الحجاج وتسهيل السبيل لتمكينهم من أداء هذه الفريضة في أجواء من الراحة والأمن ، وأبرز معاليه الأثر العميق للحج والأماكن التي تتصل بمشاعره في الربط بين المسلمين ، ومن ذلك التعارف ولقاء العلماء واستفادة بعضهم من بعض وإصلاح ذات البين والاستفادة من المناشط الثقافية والدعوية ، ومن أجل أن يبقى الحج محققاً لأهدافه على أكمل الوجوه بين د. التركي أنه لابد على جميع المسلمين من التعاون على المحافظة على السكينة والأمن والتعاون مع الدولة التي ترعى شؤون الحرمين الشريفين وتقوم على خدمة الحجاج وتهيئة الأجواء لهم فأمنها ينعكس على كل من يفد إليها حاجاً أو معتمراً أو زائراً ، مؤكداً على الصفة الربانية لهذه المناسبة وهذا الموسم فينبغي أن يستبعد استغلاله لمآرب خاصة سياسية أو طائفية أو مذهبية أو حزبية . وقال التركي هناك أولويات من المهم مراعاتها في الحج ومن ذلك التفقه فيما يتصل بالمناسك وتحري السنن والآداب الشرعية وتجنب المبتدعات وكذلك تعلم اللغة العربية التي هي اللغة الرسمية التي يترجم بها الإسلام ويفهم ويتعلم على الوجه الأكمل ولا يمكن قراءة القرآن ولا أداء العبادات القولية إلا بها . وتحدث د. التركي عن عالمية الرسالة الإسلامية وبروزها في الحج كرابط تربط بين جميع المسلمين على اختلاف بلدانهم وأجناسهم ولغاتهم ، وفي ختام كلمته رفع معاليه الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني على ما يقدمونه من رعاية مشهودة لمواكب الحج في كل عام، ورفع شكر حجاج البعثات التي شاركت في الندوة على ما لاقوه من عناية ورعاية. بعد ذلك تحدث الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حيث أبرز الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ومؤسسات الحج فيها في رعاية الحجيج وخدمتهم وشرح معاني التوحيد التي تتضح في المناسك وأداء الشعائر لدى حجاج بيت الله الحرام ، كما تبرز وحدة المسلمين شاخصة للعيان. وأكد معاليه على أهمية تفرغ الحاج للعبادة الخالصة مشيراً إلى أن حجاج بيت الله الحرام وقاصدي مكةالمكرمة هم جماعة موحدة من المسلمين لا يفرق بينها مذهب أو اتجاه أو غير ذلك، وبين أن من مقاصد الحج تأصيل التقوى في نفس المسلم وتمكين الإخلاص من نفسه وتدريبه على ممارسة الحياة الإسلامية في مجتمعه ، وقدم معاليه الشكر لرابطة العالم الإسلامي على اهتمامها بحجاج بيت الله الحرام وعقدها المناشط الثقافية لهم، وجمعهم في لقاءات الفكر لمناقشة شؤون شعوبهم وقضايا المسلمين. ثم ألقى فضيلة الدكتور مطلق بن راشد القراوي الوكيل المساعد لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت كلمة المشاركين في الندوة حيا فيها المملكة العربية السعودية وقادتها المخلصين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، وأبرز فضيلته أهمية تعاون بعثات الحج مع الجهات المسؤولة عنه في المملكة، وطلب من رابطة العالم الإسلامي تسجيل شكر المشاركين في الندوة للقيادة السعودية الرشيدة . كما ألقى رئيس بعثة الحج التايلندية الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا كلمة قال فيها : إن من الحقائق أنه ما إن تذكر بلاد الحرمين الشريفين إلا ويعرفهما كل مسلم في كل أنحاء المعمورة، ولا تذكر المملكة العربية السعودية في أي محفل أو مجلس على كافة المستويات والأصعدة حتى يتبادر إلى مخيلة الحضور رياداتها وعطاءاتها وخيراتها المباركة ملكاً وحكومة وشعباً، مشيراً إلى مشاهد العطاء لمملكة الإنسانية المعطاء المملكة العربية السعودية ، وتبرز عياناً سمات هيئاتها وجمعياتها الحكومية منها والشعبية في موسم الحج، وتتعدد البرامج والمناشط لتطبع البصمة الطيبة والسمة المميزة حسنات ومآثر للمملكة وكل هذا الشهود الحضاري والامتداد الريادي ما كان ليتم في هذه البقعة المباركة من المعمورة لولا فضل الله ومنه وكرمه ثم بتوجيهات حكيمة ورعاية رشيدة من ولاة الأمر في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. بعد ذلك تمت مناقشة البحوث الخاصة بالندوة ، ثم قدمت بعثة حج تايلاند لمعالي الأمين العام للرابطة درعاً تذكارياً تقديراً لجهوده وجهود الرابطة في خدمة الإسلام والمسلمين، وقدمت البعثة كذلك للجهات المسؤولة عن تنظيم الحج في المملكة، ولرؤساء بعثات الحج المشاركين في الندوة دروعاً تقديراً للجهود التي يبذلونها في خدمة ضيوف الرحمن.