لا يمكن للسعودي أن يقبل التجاوزات التي قامت بها جماعة المتسللين بشأن أمن بلاده أو يوافق على تصرفاتهم التي عبرت عن استخفاف بمعاني الدولة والسيادة والحدود. لذلك أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بأمن المملكة وحدودها وسيادتها فإنه لا مجال للصمت او الانتظار لأن هجوم المتسللين على حدودنا ينبغي ان نفهمه على أنه ليس مجرد حادث أمني بمبنى داخلي، وإنما هو في حقيقته وجوهره قضية اقليمية تخص المنطقة بأسرها. وبصفة عامة فإن الأمن القومي يشير الى المنطقة العربية، او بتعبير أبسط هو درجة عالية من المناعة التي تحمي وتصون البلاد من الأخطار، مما يعني السيطرة التامة للدولة على كامل ترابها وعلى من يعيشون على هذا التراب. وفي اعتقادي ان موقف المملكة الحازم من تسلل الأشرار وعبورهم الحدود السعودية يضع النقاط على الحروف ويكشف أبعاد المخطط الخبيث للمتسللين ومن يقف وراءهم، فتصدى لهم رجال قواتها المسلحة البواسل الذين لا يبخلون بالتضحية من اجل الدفاع عن امن المملكة.. فتحية للرجال البواسل. كما نقف في هذه المناسبة الوطنية الخالدة في صد العدوان على أرضنا على أيدي جنودنا وضباطنا ونسورنا نقف خاشعين تحية لأرواح رجال بواسل قدموا حياتهم دون تردد لكي يبقى الوطن عزيزاً ومضيئاً وفي أمان من أخطار اللاعبين بالنار. والحقيقة انه موضوع خطير ومهم ومعقد لأنه يمس امن وسلامة الوطن والمواطن، فان المملكة أسس أمنها القوى تبعاً لظروفها وامكاناتها الحقيقية، فأهل مكة أدرى بشعابها. وليس من شك في أن نجاح القوات المسلحة السعودية بكل فروعها في اداء مهمتها في صد العدوان على حدودها من قبل مجموعة ارهابية، ولكن علمنا الا ننسى ابداً .. هذه مواجهة ليست بالاختيار هذه مواجهة حربية للضرورة.. وهذا امر اساسي للدفاع عن امتنا والقضاء على االلاعبين بالنار. وطبقاً لمبادىء القانون الدولي فإن المملكة على حق في حملتها العسكرية على مواقع المتسللين حماية لحدودها وتثبياً لسيادتها على أراضيها وصيانة حدودها من عبور اللاعبين بالنار مهما كان الثمن. واظن ان الواجب يحتم علينا توجيه تحية لرجالنا البواسل وهم يصدون المعتدين على حدودنا لا يبخلون بالتضحية، ويقفون ببسالة في مواجهتهم لعبورهم المريب لحدودنا، كما نقف خاشعين تحية لأرواح رجال بواسل قدموا حياتهم دون تردد لكي يبقى الوطن عزيزاً ومضيئاً وفي أمان من غدر خفافيش الظلام.