الملاحظ أن هناك العديد من المعلمين كبار السن وممن شارفوا على الخمسين من العمر في مدارسنا بمختلف مراحلها الدراسية لديهم أربع وعشرون حصة اسبوعياً بالاضافة الى حصص الانتظار (الاحتياط) والتي اصبحت بشكل رسمي في جداولهم، اضف الى ذلك ما يسند اليهم من أنشطة مختلفة كريادة الصف، ومشرف جماعة، ومشرف دور، ومشرف في الفسح الصغيرة والكبيرة، ورائد نشاط، ومنسق إعلام تربوي، ومشرف طابور.. الخ من الأعمال التي تسند إليه من قبل سعادة المدير.. هؤلاء المعلمون ممن أمضوا سنوات طويلة في أشرف مهنة (مهنة الانبياء) قد تتجاوز الثلاثين أو أكثر.. لم يعودوا كما كانوا في أيام الشباب حيوية ونشاطاً ويتنقلون من صف الى آخر ومن دور الى دور كسرعة البرق.. لقد تغير الوضع والحال (وسبحان الذي يغير ولا يتغير) اشتعل الرأس شيبا، وأخشوشنة ركبتاه، وثقل شحماً وازداد وزناً، وقل نظره، وزاد على ذلك سمعه، ومع كل هذا وذاك لازال ينتج ويقدم عصارة ذهنه وفكره لابنائه الطلاب.. مع مداومته على الحضور من الصباح الباكر وخروجه بعد الحصة السابعة بعكس بعض معلمي اليوم من الشباب الذين لا يأتون الى مدارسهم الا بعد ان ينتهي طابور الصباح أو بعد انتهاء الحصة الاولى متعذرين بالنوم أو بتقديم أعذار واهية. فمثل هؤلاء المعلمين كبار السن ألا يستحقون التقدير والاحترام من وزارة التربية والتعليم بتقليص جداولهم والتخفيف من تحاضيرهم التي قد تصل الى أصابع اليدين وخاصة معلمي اللغة العربية والتربية الاسلامية!. ولماذا نجد الاصرار على تكليفهم بتدريس (24) حصة في الاسبوع مع حصص الانتظار ومختلف الأعمال المسندة اليهم من انشطة مختلفة ؟!! فهل السن هنا يحتمل كل ذلك؟!! ومع كل ما يسند اليه نجد انه مطالب بدفتر التحضير ودفتر المتابعة والوسائل التعليمية والريادة والاشراف على الانشطة والمراقبة.. الخ!! لماذا لا يعطى له عشرين حصة ويكتفي بالاستفادة من خبراته التربوية والتعليمية؟!! وهل من نظرة عطف ورحمة وتقدير لمن هم على هذه الشاكلة؟!!. وبالمناسبة هناك بعض خريجي الجامعات نجدهم يتجهون لمزاولة مهن اخرى غير مهنة التدريس كالأعمال الادارية او في القطاع العام أو الخاص وعندما نبحث عن الاسباب نجد أنهم يرجعون ذلك الى ان الجداول والأعمال التي تسند الى المعلم وكثرة الطلبات من الادارة وعدم وجود حوافز مشجعة لأن المعلم النشيط وغير النشيط متساويان في التقديرات والراتب وعدم احترام الطلاب للمعلم ومنع العقاب ادى الى هروب الخريجين من مزاولة اقدس مهنة على وجه الأرض. انها مجرد ملاحظات اضعها هنا مع التحية والتقدير لأصحاب القرار للعمل على ما فيه الصالح العام والله من وراء القصد. همسة: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.