تشرق الكلمات وهي تتوجه بالدعاء والشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – لإنشائه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعتبر أول صرح علمي يخترق الآفاق ويسد الثغرات المتنامية في جامعات العالم في مجال الإبداع والابتكار والأبحاث، ولاشك أن رؤية وإنجازات خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية في السراء والضراء يعجز عنها الوصف وأي محاولة للإحاطة بها والإلمام بعمق تأثير هذه الإنجازات الإيجابي على البشرية هي محاولة مقدر لها النجاح الجزئي على أحسن تقدير، كأني به (البحر من أي النواحي أتيته.. لجته المعروف والجود ساحله). إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مصدر تنوير ومركز بحث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل شيء من حولها فهي عالمية الأهداف والتوجه لخدمة الإنسانية والعلم والتقنية برؤية محلية سعودية وستكون من الجامعات التي تصمد أمام اختبار الزمن أمثال Columbia University لأنها تستجيب لأعمق الاحتياجات البشرية في عالم تغير إلى الأبد وبتحديات جديدة وفي عصر يشهد التدويل المتنامي للجامعات ولا تحقق تميزها إلا من خلال البحث العلمي والنشر العلمي المتميز. إن هذه المؤسسة الكبرى للبحوث تبدأ رحلتها والبشرية في أمسّ الحاجة إليها في وقت أو ربما في حقبة زمنية تشهد تحولات فريدة ومجريات غير عادية على المسرح العالمي من ضمنها وأهمها عصر العولمة الذي شهد توسعاً وتحولاً في اقتصاد السوق وزيادة الاعتماد المتبادل بين الدول والنمو المطرد للاتصالات في كل وقت ومكان وكذلك الفضول الإنساني المحض والمتسم بالفهم حول بعضنا البعض، كل هذه القوى وغيرها من القوى مؤثرة في الحياة كوننا مع ظواهر من التعقيد المحير. إن الطلاب الواعدين في مجالات الإبداع والابتكار الذين تم قبولهم في الجامعة والقادمين من مجتمعات ودول مختلفة قد اختيروا بحكمة وكذلك الجامعة قبلتهم بحكمة وسيكون أهلوهم ومجتمعاتهم سعيدون بأن هذه الجامعة تحتل ما يقارب القمة الأكاديمية للأبحاث وعلى معايير أكاديمية عالية المستوى في الحرم الجامعي وتحتل المركز الأخير بالنسبة لحفلات الحرم الجامعي المعتادة فلا مجال لمضيعة الوقت لدى علماء المستقبل فليس لديهم من الوقت ما يهدرونه على غير أبحاثهم... إننا نريد علماء أمثال دان أندروز، شاب أربعيني متخصص في الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية، ويقود بخبرته المكثفة في وكالة الفضاء الأمريكية فريقاً من العلماء وكل همه الآن أن ينقل لنا الماء من القمر بدراسة وجود مصادر مياه هناك.. ويتبادر إلى الذهن دكتور سبوك في مسلسل الخيال العلمي التلفزيوني القديم (ستار تريك) حيث كان يجري سبوك عمليات عبر آلة تلامس جسد المريض تخرج إشعاعاً يفيق بعدها المريض سليماً معافى.. وبوجود هذه الجامعة الرائدة.. الخيال العلمي سيصبح حقيقة - بإذن الله تعالى - .. ونقول كما يقول أحد علماء التحديث: لا يمكن قطع الهاوية بقفزتين.