في أرض الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومشرق النور ، وختم الرسالات ، مكةالمكرمة ، أم القرى ، مهوى أفئدة المسلمين ، ومحط أنظارهم ، وقبلتهم التي يتوجهون إليها خمس مرات في اليوم ، يلتقي أهل القرآن في رحاب البيت العتيق ، على مائدة القرآن الكريم في لقائهم السنوي المتجدد ، يجتمعون بأجناس عديدة ، ولغات مختلفة ، يوحدهم الدين ، والاعتقاد ، والإيمان ، تحت راية القرآن الكريم . يلتقون في هذه المسابقة الشريفة المباركة ، وهي دوحة الخير ، والشجرة الكريمة التي أثمرت خلال ثلاثين سنة ، ثماراً مباركة ، كان من نتاجها أئمة كبار للمساجد والجوامع في العالم الإسلامي ، وقام على ضوئها منافسات عديدة محلية في البلدان الإسلامية ، وحتى لدى الأقليات والجاليات المسلمة في الخارج ، لنيل شرف المشاركة في هذه المناسبة الكبيرة . لقد شهدت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ، وعلى مدى الأعوام ، تطوراً ملحوظاً ، ومستمراً في الإعدادات والإمكانات وحتى المخصصات ، وحجم المشاركين ، واستخدام الوسائل الحديثة باستخدام الحاسب الآلي في التحكيم ، والاختبار ، وأصبحت هذه الجائزة بمثابة الأم لكل مسابقات القرآن الكريم في العالم ، بخبراتها وتجاربها ، واستمراريتها ، وقوتها ، حتى صارت بعض الوفود تطلب الحضور لا للمشاركة فحسب ، بل لأجل الاستفادة من الخبرات التي زاد من متانتها ، عمر المسابقة ، واهتمام القائمين عليها . وأعيد القول أن من أبرز مميزات هذه المسابقة وهو شرف للمتسابقين، يدعم تشرفهم بحفظ القرآن الكريم ، وحمله أنهم يتسابقون في مكةالمكرمة ، وعلى بعد خطوات قليلة من هبوط الوحي لأول مرة على نبينا المصطفى الأمين ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه المسابقة جامعة لعموم أبناء الأمة ، وأكبر المسابقات فيما يعد لها ، وينفق عليها من جوائز ، وحوافز ، وفيما يتوافر للمشاركين بلقاء أكبر عدد من أهل القرآن ، حكاماً ، ومتسابقين . إن تلك المسابقة العظيمة علامة مضيئة في سجل الخير الكبير الذي تقدمه المملكة لناشئة وشباب الأمة في أنحاء العالم ، فهنيئاً لمن شارك ، وهنيئاً لمن حظي بخدمة كتاب الله ، وحفظته .