هناك من يقول بأن العيد اختلف وتغيّر وذهب رونقه وجماله.. وهناك من يقول بأن عيد الأمس أحسن من عيد اليوم.. ومن وجهة نظري أرى أن فترة الأعياد الآن تمر كأنها أيام عادية ليس لها طعم أو فارق عن الأيام الأخرى، لايكاد البعض يشعر بها حيث ذبلت مشاعر الفرحة والسعادة بعكس ما كانت عليه في السابق بزمن الأجداد والآباء حيث كانوا يسعون للمحافظة على بعض التقاليد وأقصد بذلك تقاليد العيد التي كانت في السابق بالزيارات والتواصل والمعايدة فيما بينهم من الأقارب والجيران والأصدقاء وأبناء الحي في مظهر يشعر بقوة التلاحم والتواصل بين الجميع واظهار الفرح في هذه المناسبة المباركة. أحبتي لقد كان الاستعداد للاحتفال بالعيد في الماضي يبدأ من ليلة العيد عند الغالبية من الناس بتجهيز الملابس الجديدة والحلوى الشعبية بمختلف أنواعها.. الخ. أما الاحتفال بالأعياد في العصر الحالي فيختلف عن زمن الأجداد والآباء حيث بدأ مع مرور الزمن في الافتقاد لبهجته وأصبح محدوداً وفي ساعات محدودة، وأصبح البعض ينام النهار ويسهر الليل، بل أصبح البعض يعتمد على رسائل الجوال فقط، كما تغيرت أنماط الاحتفال لدى الأطفال الذين اضحوا أكثر اهتماماً بالالعاب النارية وحرصاً على الالعاب الالكترونية فقط. الأعياد في السنوات الأخيرة اتسمت باختلاف بعض عادات الاحتفال فلم تعد الفرحة بالعيد بنفس القوة والجمال الذي كانت عليه بالأمس فبالأمس كان الناس يحتفلون بمقدم العيد منذ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والحارات (الاحياء) كانت هي الاخرى تلبس وتتفنن في ابراز الفرحة ورسمها على الوجوه والشوارع ممتلئة بالمعايدين بعكس اليوم نجدها خاوية على عروشها، الأعياد هذه الأيام اصبحت خالية من الفرح الحقيقي بعد أن تلاشت من قاموس الأصدقاء والجيران وقبل ذلك الأهالي واصبح كل شخص مغلق باب منزله عليه والبعض يقضي العيد في الشاليهات بعيداً عن أهله وجيرانه وزملائه وأقاربه.. بعد ان كان العيد يعد كرنفال فرح حقيقي نراه في وجوه الكبار والصغار معاً. أحبائي الفرق شاسع وما سطرته قليل من كثير ولكن اسأل الله العلي القدير أن يرحم موتانا وموتى المسلمين وأن يتقبل من الجميع صالح أعمالهم، وأن يديم على بلادنا ملكاً وحكومة وشعباً وعلى سائر بلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار إنه سميع مجيب . همسة: (العيد هو الحب في قلوب مات فيها الحب).