تبوأت المملكة مكانة مرموقة عالميا في المجال الصحي وأصبحت مرجعا طبيا وعلاجيا للعديد من الأمراض وبخاصة أمراض وجراحة القلب والكبد التي حققت فيها المملكة تقدما كبيرا وأجريت في العديد من مستشفياتها العشرات من العمليات الناجحة لزرع الكبد والقلب . ولعل النجاح الأبرز الذى حققته المملكة فى المجال الطبى هو عمليات فصل التوائم السيامية التى حققت فيها المملكة نجاحا منقطع النظير بفضل من الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله أهلها لان تكون مملكة الإنسانية اذ أجريت فى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض التابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطنى عمليات من هذ النوع بالغ التعقيد لتوائم سيامية من دول عديدة عربية واسيوية وأوروبية . ونتيجة للنجاحات المتواصلة التى تحققها المملكة العربية السعودية فى تلك العمليات المعقدة والصعبة فقد أنشأت الدولة مركزا متخصصا لنقل وزراعة الأعضاء يتولى مهمة التنسيق بين المستشفيات فى مجال نقل وزراعة الأعضاء كما يتولى مهمة الحملة الإعلامية للتعريف بأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لأنها تسهم بعد توفيق الله ومشيئته فى إنقاذ حياة شخص آخر . ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما تحقق من تطور وتقدم في هذا القطاع إلى ما يحظى به القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية من دعم واهتمام كبيرين من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله التي جعلت هذا المرفق الحيوي في مقدمة أولويات خططها التنموية كونه يتصل بحياة الإنسان الذي يعد ركيزة التنمية وهدفها الاساسى . وبينت أخر التقارير ارتفاع عدد المستشفيات الحكومية والخاصة فى المملكة . وشكلت المستشفيات التابعة لوزارة الصحة الغالبية اضافة للمركز الصحية ، كذلك ارتفاع عدد الاطباء التابعين للوزارة والصيادله وهئية التمريض والفئات الطبية المساعدة . وارتفع عدد الأطباء في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة وشكل أطباء الاسنان ، الغالبية ،اضافة للصيادلة وهئية التمريض والفئات الطبية المساندة . وترفد عدد من الجهات الحكومية وزارة الصحة فى تقديم العناية الصحية لمنسوبيها وللمواطنين من بينها الحرس الوطنى ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والجامعات وجميعها شيدت مستشفيات ومراكز صحية متطورة لا تقتصر مهمتها على تقديم خدماتها الصحية على منسوبى تلك الجهات بل تتعداها الى المواطنين ، اضافة للمستشفيات الخاصة التي تسجل ارتفاعاً في اعدادها 0 وكشفت التقارير عن مستشفيات حكومية جديدة بعضها على وشك التشغيل والبعض الاخر تم افتتاحه وذكرت منها مدينة الملك فهد الطبية بالرياض التى تم تشغيلها وافتتحها رسميا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله عندما كان وليا للعهد فى شهر شعبان 1425 ه . وتعد مدينة الملك فهد الطبية من أكبر المجمعات الصحية المتكاملة فى منطقة الشرق الأوسط وبلغت تكاليف إنشائها نحو ( 2300 ) مليون ريال وتضم أربع مستشفيات متكاملة بسعة (1095) سريرا وهى المستشفى العام بسعة ( 459 ) سريرا ومستشفى الأطفال بسعة ( 246 ) سريرا ومستشفى النساء والولادة بسعة ( 236 ) سريرا ومستشفى التأهيل الطبى بسعة ( 154 ) سريرا . كما تضم مدينة الملك فهد الطبية 33 عيادة للرعاية الأولية وغرف أشعة وصيدلية ومختبر بالإضافة إلى المراكز والوحدات المتخصصة ومنها وحدة معالجة الحروق ومركز الكلى والأشعة ووحدات العناية المركزة ووحدة علاج النخاع الشوكى . وبين تقرير ان وزراة الصحة تبنت إستراتيجية نشر مستشفيات تخصصية توفر على المواطنين عناء مراجعة المستشفيات التخصصية بالعاصمة حيث تم اعتماد العديد من المستشفيات المرجعيه تغطي جميع المناطق الصحية بمسمى منظومة الحزام الصحي سعياً لتقديم خدمات صحية متخصصة متميزة من خلال هذه المستشفيات ، وهناك مشروعات صحية جديدة لإنشاء وتجهيز العديد من المراكز للرعاية الصحية الأولية بجميع مناطق المملكة، وإنشاء مستشفيات ، إضافة إلى استكمال تأثيث وتجهيز بعض المرافق الصحية وإضافات على المشاريع القائمة وتطوير نظام المعلومات الصحية وإنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد (التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض) . وحققت وزارة الصحة مؤخرا انجازات عدة بتنفيذ مشاريع وبرامج طبية وفنية ومنها تنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى تقديم خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية متكاملة ومن أبرز هذه الإنجازات برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبعثات الصحية الذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على طلب وزارة الصحة باستحداث برنامج سنوي بمسمى (برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبعثات الصحية) والذي يتم بموجبه ابتعاث (1000) طبيب وفني في مجالات الطب والعلوم الصحية التطبيقية والتي تشمل (التمريض ، الأشعة ، المختبرات الطبية ، التقنية الطبية ، الصيدلة والعلوم الصحية) . وفي إطار اهتمام وزارة الصحة بالعنصر البشري الذي هو عماد تجويد الخدمات الصحية وفي ظل الحاجة الماسة لزيادة عدد المبتعثين من منسوبيها من الأطباء السعوديين وضرورة إعدادهم وتأهيلهم التأهيل المناسب لبلوغ الهدف ورفع مستوى تحصيلهم العلمي والعملي والحصول على أفضل الخبرات العالمية في مجالات الطب المختلفة وخاصة التخصصات النادرة التي تحتاجها البلاد ابتعثت الوزارة المئات من منسوبيها في مختلف التخصصات الطبية.