يحتاج الانسان دائماً ..وأبداً ..إلى مراجعة النفس ..وإلى وقفة صادقة لتقييم خطاه..وتحسس مواقع الصواب..والخطأ ليتمكن من تقويم أخطائه ..والعمل على إنصاف الناس بمعاملة سوية.. ونزيهة ..وفتح صفحة جديدة عادلة ..وأمينة ..فيتجنب ظلمه لبعض الناس ..وايذائه لمن حوله ..والاحتدام الذي لا يقوده إلا للمعاملة السيئة ..وارتداء ألف وجه ..فهو يهش أمامك ثم لا يفتأ في اغتيابك!! يحاول أن يتظاهر بالمحبة والمؤازرة والفرح لما تحققه من نجاحات وهو في داخله يغلي ويحزن لنجاحاتك ..ويكتئب لما يصيبك من خير.. يحتاج الانسان إلى محاسبة النفس وتنقيتها من الغل والحسد..والشر ..وإلى التعامل مع الناس بقلب أبيض ..ونوايا حسنة وروح محبة للخير لكل الناس..ما أصعب التعامل (بوجهين) فما بالك وبعض الناس يتعاملون اليوم بألف وجه حتى أصبحنا لا نعرف من هو الصديق ..الصادق.. الصدوق ومن هو المتلون..والمتقلب..الذي لا يحب النجاح إلا لنفسه ..ولا يقبل بالنجاحات إلا عندما تكون له !!. أنانية مفرطة ..يتعامل بها بعض الناس ..فلا يرى الواحد منهم من المبدعين إلا نفسه ومن الناجحين إلا نفسه ..ومن العظماء والمتفوقين إلا نفسه تجده السباق إلى استعراض نجاحاته الوهمية ..وتضخيم ما ينجزه وتزوير أوراق خبرته وفطنته وانتصاراته ..فهو أبداً الكبير والأستاذ والعملاق وهو دائماً الفاهم والناضج ..والذكي .. وفي هذا الشهر العظيم والكريم والمبارك يحسن بنا جميعاً أن نفيق من غفلتنا وسباتنا وأن نتخلص من النفاق والغدر والتلون.. دعونا نخلص النيات وننزه النفس من الغدر والشوائب ..والحسد والكراهية.. ليس عيباً أن نعترف بأخطائنا ..وأن نحاول التخلص من أورام الغرور والخيلاء والتشفي.. ولابد أن نقتنع برحابة بأن من حق الناس أن يكون منهم الأكبر مكانة..والأعلى ثقافة ..والأقوى شكيمة وقيمة وامكانية ..فمن الصعب أن يعمى الانسان عن كل الناس فلا يرى إلا نفسه ..ولا يعجب إلا بركضه ..ولا يعترف إلا بقدراته.. دعونا في هذا الشهر الكريم أن نعود إلى الصواب ..وان نتصالح مع الواقع وأن نملك الأريحية لاعطاء الآخرين حقهم فالنفس اذا صفت وتسامحت وسمعت فانها تكسب الرضا والمحبة والالتفاف ..يارب ..لا تحرمنا رجاءك ثم رضاء ا لناس واجعلنا يارب من المحظوظين يالحب والنجاح.. آخر المشوار قال الشاعر: ضحلٌ ..ويختالُ كالطاووس في صلفٍ كأنه فوق وجه الأرض لقمان ويصنع الناس في تيه بنظرته فالناس في عينيه الرمداء ديدانُ فإن تحدث فالإملال عادته فهو البصير وكل الخلق عُميانُ جهل وعجرفة في طبعه اجتمعا وهل يُذل بغير الجهل إنسان؟!