العهد الذي قطعته المملكة على نفسها هو استئصال شأفة الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله .. وأتبعت المملكة القول بالعمل فبدأت في مواجهة الفتنة الإرهابية بما تستحقه بعد أن أطلت الفتنة برأسها لتدمر وتروع وتهدد أمن واستقرار الوطن ، فكانت تلك المواجهات التي أظهر فيها رجال الأمن شجاعة نادرة واقتحموا الإرهابيين في أوكارهم ومخابئهم فتطايرت رؤوس الفتنة. ولكن تنظيمهم كان تنظيماً سرطانياً كلما أبيدت خلية ظهرت أخرى مما جعل رجال الأمن يبتكرون الوسائل اللازمة لمواجهة هذا التمدد السرطاني فكانت الضربات الاستباقية التي فاجأتهم بحق واحبطت مخططاتهم في مهدها ، وقد نجحت تلك الضربات الاستباقية كما أشار إلى ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في احباط أكثر من مائتي عملية إرهابية وهذا يؤكد بما لا جدال فيه أن أعين الأمن ساهرة ترقب وترصد من أجل حماية الوطن والمواطنين. ولما ضاقت عليهم السبل لجأوا إلى الاستفادة من التقنية الحديثة باستخدام اسماء وهمية على شبكة الانترنت ولكن قوة الله فوق قوتهم فبتوفيق من الله تمكنت الأجهزة الأمنية من التفوق عليهم في هذا المجال ومعرفة كل خباياهم ، ثم ما لبثوا أن نقلوا نشاطهم إلى الخارج ، ولكن فوجئوا مرة أخرى بمقدرة الأجهزة الأمنية عندما نشرت كل الأسماء وأنهم مهما بعدوا فهم تحت الرصد والمراقبة. وقبل فترة وجيزة حققت الأجهزة الأمنية انجازاً عظيماً بكشف حتى أولئك المنظرين الذين يبررون للشباب المغرر بهم الاقدام على الأعمال الانتحارية. أمام هذه الانجازات الأمنية والتضييق الذي حل بهم لم يكن أمامهم إلا اللجوء إلى حركات يائسة الهدف منها ضجيج إعلامي لا أكثر. فكانت الحركة الأخيرة التي استهدف بها أحد الإرهابيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مستغلاً سياسة الباب المفتوح مع التائبين ليعلن انه جاء تائباً متنكراً لابسط قواعد الدين والاخلاق .. ولكن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله. وهذه الحادثة الجبانة لن تزيد المملكة إلا اصراراً على المضي في طريقها لاستئصال شأفة الإرهاب وهو ما أكد عليه أمس الأول مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين بمضي المملكة بعون الله وتوفيقه في كل أجهزتها وقطاعاتها الأمنية ، وبتكاتف شعبها النبيل في وقوفها في وجه الإرهاب وأربابه واستئصال شأفة تلك الفئات الضالة.