الحمد لله الذي أكرمنا بالاسلام وبعث الينا خير الأنام.. وجعل هذا الشهر الكريم من أركان الاسلام وخصه بأنه شهر القرآن لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن وجاءت الآية صريحة واضحة حيث يقول عز وجل : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فتشرف هذا الشهر بنزول القرآن فيه من لدن حكيم عليم بعد أن كان في اللوح المحفوظ فتنزل بأمر الله وارادته الى السماء الدنيا ثم توالى نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسؤال المهم ما هو الجديد في رمضان؟ نحن نفرح ونتبادل التهاني بقدوم شهر رمضان وهو يتجدد في كل عام ولكن الجديد في رمضان هو كيف يقف المسلم عند قدوم الشهر ويدرك عظيم شأن هذا الشهر وانه فرصة لتصحيح كثير من الخطايا والتوبة والعودة الى الله عز وجل فهناك من يقف ليتذكر انه فرصة مع الصوم عن الطعام والشراب ان يعود النفس على الصوم عن الرذائل والخطايا ويهذبها في هذا الشهر ويقف وقفة جديدة ومن كان يهمل قراءة القرآن والارتباط بالقرآن يقف من جديد في هذا الشهر ليقبل على قراءة القرآن وحفظه او حفظ ما تيسر منه وتجويده ومحاولة التدبر والتفكر في آياته والجديد في رمضان ان يروض النفس على أخلاق كان يهملها مثل : الصوم عن الكلام الذي أمرنا الله بالصوم عنه مثل الغيبة والنميمة والاساءة الى الناس ويجد وسيلة لتجديد العهد مع الله والاستغفار عما سلف والاقبال على كل نهج جديد في رمضان يعود النفس فيه على الفضائل فمن كان يهمل النوافل يقبل عليها وينتهز فرصة صلاة التراويح والقيام والتهجد ليعود النفس عليها فيما بعد رمضان ومن كان يمد يده الى حرام فليترك الحرام وكل المحارم في رمضان وما بعد رمضان ومن كان في نفسه حقد او حسد او بغض لمسلم يتوقف عن كل ذلك ليجعله عهداً جديداً في رمضان وتوبة يتوب فيها اللسان والعين والسمع وجميع الجوارح ومن كان يشعر انه يهمل اسرته ولا يعطيهم حقوقهم فهذه فرصة لعهد جديد يكرم فيه اسرته بل وحتى جيرانه وارحامه وقومه ان كان عنده قوم وبالتالي يجعل رمضان فرصة تغيير جديد يعود فيه عن كل الخطايا والذنوب ليكون شهر التوبة كما اراده الله عز وجل فيكون رمضان جديد بعمل جديد وتوبة وعودة الى الله. وأوبة.. صادقة اليه تعالى كما نسأله سبحانه ان يتقبل منا صالح القول والعمل وأن يوفقنا إلى طاعته وحسن عبادته إنه سميع مجيب.