رمضان يا شهر القرآن .. يا شهر البر والإحسان .. مرحباً بك أيها الضيف الكريم بعد غياب عام كامل. فيك تتضاعف الأجور وتصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران. يكفي الشهر الفضيل شرفاً وتكريماً أن اختصه المولى سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم دون سائر الشهور .. قال جل وعلا: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) والقرآن هو كتاب الله العلي العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد .. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن مأدبة الله ، فأقبلوا من مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصبة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، لا يزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد ، أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته ، كل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول (الم) حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف) رواه الحاكم. والقرآن هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي ، وهو الدستور الاساسي للمنهج الرباني ، وهو العاصم من الزيغ والنور المبين ، والدال على الطريق المستقيم. والقرآن قوة لمن يتلوه ، ويتدبره ، وعزة لمن يدعو الله ويبلغه ، ورفعة في الدنيا والآخرة. فمطلوب من قارئ القرآن أن يتعبد الله في قراءته ، وأن يتعبد الله في تدّبر معانيه ، حتى لا يكون معنيا بقوله صلى الله عليه وسلم: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) لذا يحسن بنا نحن المسلمين أن نستعد لاستقباله خير استقبال فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة. كما ينبغي أن نستعد له بالدعاء حيث ندعو الواحد الأحد ، الفرد الصمد أن يبلغنا هذا الشهر الكريم وأن يحفظ بلادنا حكومة وشعبا من كل مكروه وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويشفي مرضانا ومرضاهم ، وأن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم ، وأن يعيده علينا جميعاً باليمن والبركات ، وأن ينصر الإسلام والمسلمين آمين. همسة: قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).