ضمن فعاليات مهرجان جده السياحي وبدعم من الغرفة التجارية الصناعية بجده تجوب لوحات مجموعه من ذوي الاحتياجات الخاصة مولات جده حيث يحتضن مجمع العرب أعمالهم حاليا في معرض جماعي وسبق وان أقيم المعرض بمركز الحارثي للمعارض وافتتحه الأمير مشعل بن ماجد كما سيتم نقل المعرض بعد ذلك إلى مركز الردسي مول ومركز الصيرفي وقد أشاد رئيس لجنة الفنون الجميلة الفنان هشام احمد بنجابي بأعمال الفئات الخاصة حيث قال :لمتابع لنشاط الغرفة التجارية الصناعية بجدة يلحظ بوضوح وجلاء الدور الريادي الذي تقوم به في جميع مجالات الحياة؛ من أجل تسهيل سبل الحياة على مواطني هذا الوطن الغالي ما أمكن ذلك، بتوفير ما باستطاعتها تقديمه لكافة شرائحه دون تمييز أو محاباة؛ ومن هذا المنطلق كان من أهم أولويات الغرفة دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس من باب الشفقة عليهم، لكن من باب تقدير ظروفهم وتقديم خدمة تتناسب وما هم عليه بحيث يصبحوا – وهم كذلك – فاعلين في المجتمع، مساهمين فيه بقدر استطاعتهم أسوة بغيرهم من أبناء الوطن. فالمتابع والمشاهد لأعمال هذه الفئة يدرك يقينًا مدى الملكة الإبداعية التي يتمتع بها أفرادها في كافة ضروب الفنون الجميلة، بما يجعل الحاجة ملحة إلى أبراز منجزهم الإبداعي وإيصاله للمجتمع من خلال المعارض الفنية، مصحوبة برسم مباشر أما الجمهور ليدرك موهبة هؤلاء الأفذاذ الذين قاوموا ظروفهم وأشرقوا في إبداعهم.. وتحدث المشرف المعرض خيرالله زربان بقوله : ظلت الفنون الجميلة تعلب دورها المهم والرائع في حياة الإنسان طوال مسيرته الممتدة حتى من قبل حقبة تدوين التاريخ، فكل الشواهد والآثار تدلنا على عناية الإنسان الأول بالرسم والكتابة والتزيين وما إلى ذلك من وسائل التعبير الفنية، وهذه العناية بالرسم والفنون لا تستثني فئة عن أخرى، ولا أمة عن مثيلتها، فكلهم في عشق الفنون سواء، وعامتهم في الإبداع مشتركون، لذلك فليس بدعًا أن يكون لذوي الاحتياجات الخاصة من أطفالنا اليوم هذا الميول الرائع نحو الفنون الجميلة، وليس بمستغرب عندي أن يبدعوا فيه إبداعهم الذي أراه أمامي في هذا المعرض البديع.. والذي يؤكد لي بصورة واضحة أن الفنون الجميلة والرسم تحديدًا هي المتنفّس الأول والكبير لذوي الاحتياجات الخاصة، فمن خلاله نراهم يبحرون ويكشفون عن مكنوناتهم الإبداعية، ويعبرون عن ذواتهم أصدق التعبير، ولهذا لن تجد غير كتاب الرسم كاشفًا عن خبايا نفوسهم.. خاصة وأن الكثير منهم لا يستطيع التعبير بالكلمات المنطوقة، وبعضهم يجد حرجًا في النطق بما يجول في خاطره، لكنه ينطلق بكل أريحية للتعبير عن ذلك في ثنايا لوحته، فتجده في غاية الانهماك أثناء الرسم، يعطيه كل الإحساس، ويفرغ فيه كل حمولاته الفنية والعاطفية والوجدانية والشعورية، لتجئ لوحته كأصدق ما يكون التعبير عن الوجدان والشعور دون خوف أو وجل.. فمن خلال مشاهدتي لرسومات ذوي الاحتياجات الخاصة وجدت أن هناك إبداعًا متميزًا، يفوق في بعضهم ما لدى أقرانهم من الأطفال الأسوياء، وهذا في حد ذاته دال على حب هذه الفئة للرسم، واعتباره وسيلتهم المخلصة لإيصال ما يردونه للمجتمع.