ارتفعت أسعار النفط للعقود الآجلة متجاوزة 71 دولاراً للبرميل في التعاملات الأسيوية أمس مدعومة بموجة تفاؤل بانتعاش الاقتصادي العالمي في وقت لاحق من هذا العام. وصعد الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر 67 سنتا إلى 68.72 دولارا للبرميل، بنسبة 0.98%، بحلول الساعة 7:23 بتوقيت غرنيتش، بعد أن أنهى التعاملات يوم الجمعة في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مرتفعا 89 سنتا إلى 68.05 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى للتسويات منذ الأول من يوليو. وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت بنسبة 1.14%، 0.80 دولار، إلى 71.12 دولارا للبرميل. وأظهر استطلاع أجرته رويترز لعدد من كبار المحللين والمؤسسات التي ترصد تجارة النفط أن الاستهلاك العالمي للنفط سيرتفع في عام 2010، للمرة الاولى منذ عامين اذ سيعزز انتعاش الاقتصاد العالمي الطلب. الا أنه من غير المرجح أن تتسبب الزيادة المتوقعة عند 1.1%، على مستوى العالم في سحب كل المعروض الفائض على الرغم من تباطؤ نمو الانتاج في الدول غير الاعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وأظهر الاستطلاع الذي شمل تسعة من المحللين والمؤسسات أن من المرجح أن يرتفع الطلب على النفط بواقع 900 ألف برميل يوميا ليصل الى 84.9 مليون برميل يوميا في عام2010 ، وسجل الطلب العالمي تراجعا بنسبة 2.5%، منذ أن بلغ 86.2 مليون برميل يوميا عام 2007، وذلك بفعل التأثير المزدوج لارتفاع لاسعار والازمة الاقتصادية التي تسببت في تراجع الاستهلاك. وأدى التراجع الحاد في الطلب الى انهيار أسعار النفط من مستوياتها القياسية التي قاربت 150 دولارا للبرميل الصيف الماضي لتصل الى مستوى دون 40 دولارا للبرميل مع بداية العام الحالي. ومنذ ذلك الحين ارتفعت الاسعار مرة أخرى لتقارب مستوى 70 دولارا للبرميل بعد أن خفضت منظمة أوبك الامدادات وساهم في دعم الاسعار أيضا توقعات المستثمرين بأن يبدأ الطلب في تجاوز المعروض خلال الاعوام المقبلة. وقال محلل السلع بمؤسسة كوموديتيز وارنتس في أستراليا توبي هاسال (صعود النفط يدعمه مرة أخرى عوامل خارجية؛ مثل بيانات إيجابية للاقتصاد الكلي وصعود أسواق الأسهم، وتلك العوامل بالإضافة إلى الدولار الأمريكي من شأنها أن تحدد مرة أخرى الاتجاه العام للنفط هذا الأسبوع، لكن بالنظر إلى أن الطلب الفعلي في الولاياتالمتحدة ما زال ضعيفا، إلى حد كبير، فإنني أعتقد أن أسعار النفط تواجه مخاطر نزولية).