ما إن تبدأ في الدخول لمخطط الهدى إلا ويستثيرانتباهك المنظر غير الحضاري الذي يلف كافة أرجاء المخطط من قدوم ناقلات و(قلابات) تتخذ من المخطط مكانا لردم مخلفات العمائر والمباني التي تنقلها من بعض أحياء مكةالمكرمة البعيدة والقريبة على قارعة الطرق المسفلتة ما أدى إلى تضييق مساحة المسار فيها في ظل عدم وجود جهات رقابية تتابع أحوال المخطط فضلا عن الواقع الأليم الذي يعيشه أصحاب المنازل هنا بسبب عدم إيصال التيار الكهربائي إلا في الجزء الشرقي منه فقد وقعوا بلا إرادة لهم بين خيارين أحدهما أشد مرارة من الآخر إما إبقاء مساكنهم خاوية على عروشها وإيصاد أبوابها بالسلاسل كما هو الحال الآن أو التكاتف فيما بينهم لجلب مولد كهربائي كبير يكفي بالقدر القليل من الكهرباء للإنارة والتبريد للجماعة المتقاربة أو عمل كل واحد منهم في ظل صعوبة التعارف بإيجاد مخرج من المأزق الذي يعيشونه منذ زمن ليس بالقصير بإيجاد مولد حسب القدرة والاستطاعة لكل فرد من أفراد السكان. هذا هو حال مخطط الهدى المقابل لمحطة البنيان على طريق مكة – جدة السريع وحال أصحاب المساكن والأراضي فيه الذين رفعوا أصواتهم عاليا مطالبين الجهات المسؤولة النظر في واقعهم وحل مشكلاتهم عاجلا سيما وأن المخطط يقع داخل حدود الحرم ومعتمد منذ أكثر من (15) عاما وذلك منذ سنة 1994م. يقول عابد الجابري أحد الأشخاص الذين بنوا منزلا في المخطط ولم يتم السكن فيه بسبب عدم وصول الكهرباء إليه: كنت أمني نفسي حين شرائي الأرض قبل (5) أعوام في هذا المخطط لأرحم حالي وأهلي من المعاناة التي تلازمنا من فترة طويلة أحالت واقعنا إلى جحيم لا يطاق فأخذت بعد أن أستدنت أموالاً من هنا وهناك في إنشاء منزلي وفي أثناء التعمير والانشاء كنت أنتظر الموعد الذي أتمناه ويتمناه كل أهل الحي وهو إيصال التيار الكهربائي ثم انتهيت من تشطيب العمارة ولم يتم إيصال الكهرباء مما جعلني أتوقف عن تأثيث منزلي الذي أفنيت فيه الغالي والنفيس بل وأفنيت فيه وقتي وجهدي الذي سوف يضيع سدى إن لم تحل مشكلتنا في هذا المخطط. وأشار الجابري إلى الردميات التي تملأ الشارع الرئيسي المار بمنزله وقد تكومت مخلفات المباني في أطرافه سادة الطريق الوحيد في هذا المسار مما لايسمح بدخول أكثر من سيارة واحدة عليه. ثم عاد بنا الجابري إلى منزله مرة أخرى طالبا منا الدخول في ردهاته وقد اكتملت فيه جل التشطيبات النهائية في المعمار متسائلا: كيف يمكنني أن أنقل أهلي وعائلتي إلى هذا الموقع الذي أصبح موحشا في ظل عدم وجود الكهرباء؟ إنني أعيش مأساة حقيقية ما يتوجب علي حلها إما بإيجاد مولد كهربائي خاص بي أو أن أبقى في موقعي القديم الذي سيكلفني الكثير والكثير من وقتي ومالي. وقال فواز المعتاز: بدأت في إنشاء عمارتي واستراحتي هنا منذ (4) سنوات ولم أستطع أن أسكن لعدم وجود الكهرباء في هذا المخطط. وأضاف المعتاز: خلال هذه المدة(4) سنوات ونحن نطالب ونراجع شركة الكهرباء دون جدوى فقد أكدت لنا بعض المصادر من داخل الشركة أن إجمالي التكلفة التي تحتاجها شركة الكهرباء لإيصال التيار الكهربائي للمخطط تصل إلى (7) ملايين ريال حتى يتم سحب التيار من محطة الاسكان العام القريب منا وسوف ننتظر الميزانية لهذا العام ومرت أكثر من ميزانية والشركة لم تفعل شيئاً. ويؤكد المعتاز أن هناك محطتين للكهرباء بجوار محطة البنيان القريبة من المخطط يمكن لشركة الكهرباء أن تمد منه لكافة المخطط مؤقتا لحين اعتماد توصيل وإمدادنا بالتيار من مولد الكهربائي من حي الاسكان العام. فيما يضيف محمد علي أمرا آخر وهو كثرة معاناة أهل المخطط من كثرة الردميات التي أحالت الشوارع إلى أزقة صغيرة لا تكاد تسمح بولوج سيارة واحدة عليه حيث تغطي جنبات الطرق الردميات والمخلفات الملقاة على أطرافها. ويتابع : أين دور البلدية المشرفة على المخطط والتي يتبع لها هذا الجزء من رصد ومتابعة المخالفين من السائقين والعاملين العابثين بقطع وأجزاء مخطط معتمد من الأمانة أليست هذه مسؤولية من مسؤوليات البلدية؟!. أما شداد الحربي ومحمد كاظم فتناولا بالإضافة ماذكره السابقون من معاناة الكهرباء العمل سريعا على رصف وإنارة شوارع المخطط والقيام بإزالة الردميات والمخلفات التي تحيط بشوارع المخطط من كل مكان. من جهته طالب موسى فلاته شركة الكهرباء وبلدية الشوقية بالعدل والمساواة فيما يختص بالمخطط إسوة بالمخططات المعتمدة هي الأخرى كالرأفة وأم الكتاد وغيرها من المخططات القريبة من مخططنا. فيما عبر المواطن فهد خان عن أمله في إيجاد منفذ آخر للمخطط يستطيع من خلاله السكان العبور والدخول بسهولة ويسر والبعد عن المخاطر التي تكتنف المنفذ الوحيد لأهالي وسكان المخطط. وفي عودتنا من رصد أقوال وآراء السكان التي لم تكن سوى في أجزاء من أوقات العصر قبل حلول الظلام وإسداء الليل ستاره لانشغال الأهالي بوضع احتياجات العمال والمباني وأدوات المعمار وقبيل المغرب شاهدنا ناقلة(قلاب) تابعة لإحدى مؤسسات النقل يقودها سائق وافد تفرغ حمولتها من مخلفات وردم إحدى المنشآت في منتصف الطريق وفي مدخل المخطط الفسيح الذي أضحى ضيق المسار وفي إجابة له ردا عن سؤال وجهناه له عن السبب في اختياره هذا المخطط لإلقاء المخلفات أكد أنه شاهد السائقين من أصحاب القلابات قبله يفعلون ذلك فقمت بما قاموا به ولم نلحظ خلال هذه الفترة الطويلة التي نقوم فيها بعملية الردم أيا من الجهات أو المسؤولين يمنعنا من ذلك،مؤكدا أنه لا يعلم أن في فعله هذا ضرراً على المخطط وسكانه،وأنه قد قدم من شارع المنصور حاملا مخلفات إحدى العمائر هناك. فيما ناشدت المواطنة ع-م المالكة لفيلا تقبع في الجنوب الشرقي من المخطط المسؤولين سرعة التدخل لإيجاد حل لمشكلة الكهرباء الذي أحالت بسببها أرجاء المخطط لظلام دامس لايطاق أبدا والبت بأسرع وقت ممكن بإمداد الموقع بالتيار الكهربائي. وأضافت:لقد أثقلتني الديون لأجل قيامي بشراء أرض هنا لأقيم عليها مسكنا لي وأفراد عائلتي منذ أكثر من 3 سنوات لنصطدم جميعا نحن سكان المخطط بعدم وصول الكهرباء لمنازلنا وشوارعنا ما دفعني إلى رفع عدة خطابات خلال هذه السنوات لجهات حكومية مختلفة حتى أسرع بإمداد الكهرباء وأنتقل إلى فلتي التي أكملتها وارتاح من الديون والإيجارات التي أفسدت حياتي ولكن دون جدوى .