أهدى إليَّ (أستاذي) الكاتب القدير والأديب المعروف الأستاذ: عبدالفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي سابقاً ومؤسس ورئيس تحرير مجلة الرائد الأسبوعية الصادرة من جدة في عهد صحافة الأفراد مؤلفه الجديد (الف صفحة وصفحة) . | وعندما أقول عنه (أستاذي) فهو حق الاعتراف بالتلمذة التي أولانيها من خلال مجلته (الرائد) والذي كان لي ولغيري موجهاً قبل أن يكون مشجعاً ..مع علمي بأن تواضعه وكريم خلقه كثيراً ما يعارض مثل هذا القول لكن تاريخ المسيرة بالنسبة لي ولأمثالي ممن صحبه يعترف بالفضل لأهله ولو أوردت أسماء الشعراء والنقاد والقصاصين والصحافيين الذين ظهروا على صفحات مجلة الرائد من الطائف فقط لما اتسعت لهم هذه المساحة ..وحسبي أن مجلة الرائد كانت جامعة تخرج فيها العديد من أرباب القلم في شتى التخصصات ..ولو أجريت احصائية دقيقة لكتابها خلال مسيرة صدورها لوجد أن للطائف النصيب الأوفر منهم. | كان هذا مدخلاً لابد منه لجانب من جوانب جهود (أبو مدين) في مسيرة الأدب والثقافة والصحافة والكتابة وموقفه من احتضان الشباب والعناية بنتاجهم كأستاذ جيل ورائد من رواد الأدب السعودي في بداياته الأولى وحتى الآن. | أعود لما أن بصدد الحديث عنه فقد أهدى إليَّ مؤلفه الجديد الموسوم ب (الف صفحة وصفحة) من الأدب والنقد وصلت صفحاته إلى (1023) صفحة من القطع المتوسط ضم بين دفتيه (58) موضوعا تصدرتها كلمة شافية وضافية بعنوان (الفتى علامات) تصور ببلاغة وايجاز كفاح المؤلف في مسيرته الأدبية والثقافيه والصحافية للأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي الأديب والناقد المعروف وموضوعات الكتاب هي: محاضرات وبحوث ومقالات أدبية ألقاها المؤلف في مؤسسات ومراكز ومجلات ودوريات ثقافية وملاحق أدبية لا يستغني عنها الباحث والدارس والقارىء على حد سواء ..ووجودها في كتاب كهذا يحفظها من التشتت أجدى وأقرب للتناول والافادة منها على مر الزمن لأهمية الموضوعات التي تطرقت إليها ، وهي عادة درج عليها معظم الكتاب والأدباء والنقاد خاصة وأنها موضوعات صالحة لكل زمان ومكان وللأجيال الحاضرة والقادمة ولا تقل أهمية ورؤى عن غيرها في بابها(تراثا ومعاصرة). | وأبو مدين أشهر من أن يعرف فهو كاتب وأديب وصحافي على المستويين المحلي والعربي شارك أفراد المجتمع همومهم الحياتية بقلمه النزيه وأسلوبه السهل الممتنع ورؤاه الاصلاحية لما فيه خير الأمة والوطن في المجالين الاجتماعي والأدبي وقد استطاع من خلال مجلته (الرائد) وغيرها من المجلات والصحف التي أشرف عليها أن يكوّن جيلاً من الشباب في شتى التخصصات الأدبية والشعرية والقصصية والصحافية وكان موجهاً لهم قبل أن يكون مشجعاً. | لقد أحسن المؤلف بجمع هذه الموضوعات القيمة في كتاب يحفظها من الضياع وتكون في متناول عشاقها من الأدباء والنقاد والقراء على امتداد الزمن والتاريخ وقد تكون أجدى من غيرها (جمعاً واصداراً) وبالله التوفيق.