| يبدو أن الموازين انقلبت وأن خللاً انتاب طبيعة أشياء كثيرة وبات الحصول على المكاسب المادية من الأولويات التي لا تراعى فيها مصلحة المواطن والحفاظ على صحته الغالية .. ومن هنا أصبح الواحد منا عاجزاً عن التمييز ما بين محلات البقالة وأدوات الزينة والصيدليات .. تلك المحلات التي أصبحت (بتاع كله) ولا غرابة لو دخلت محلاً لبيع المأكولات ووجدت في ذلك المحل قسماً لبيع الأكسسوارات والعطورات والمستحضرات الطبية والكريمات الطبية .. وعلى النقيض من ذلك تجد محلات الصيدليات تبيع الكماليات والمنظفات من الشامبوهات وأنواعاً من المواد الغذائية ولعب الأطفال .. الخ وفي احدى المرات وبفضولي الصحفي سألت أحد الأخوة الصيادلة عن السبب الذي نجد معروضات ليس من اختصاص الصيدليات قال: لا تلمني فصاحب الصيدلية هو المسؤول عن كل ما يعرض ويباع فيها ودوري فقط ينحصر في استقبال الزبون وتلبية حاجته إن كانت دواء أو من السلع الأخرى الموجودة في الصيدلية ، وأضاف قائلاً: نحن مأمورون مع العلم بأن الصيدلية لابد أن يقتصر نشاطها على بيع الأدوية لمن يطلبها ولكن ما تراه معروضاً لم نجد من يمنع من بيعه فاللجان التي تقوم بالتفتيش والمراقبة على الأدوية فقط ومعاينتها دون النظر لبقية المعروضات الأخرى الموجودة أو التوجيه بمنع بيع ما هو موجود وغير طبي. ومن هنا فقد اختلط الحابل بالنابل ، وما يدعو إلى الدهشة هو أن بعض الصيادلة قد يعطيك علاجاً غير العلاج المكتوب ويكتفي بالقول بأن الاختلاف فقط يعود إلى الشركات المنتجة وتجدهم يحاولون اقناع الزبون بما يقولون أو نجد البعض منهم يقوم بصرف الأدوية من غير روشتة طبية ويكتفي برأيه وتخمينه للمرض وصرف علاج قد يتسبب في مضاعفات نحن في غنى عنها .. ومن هنا لابد من تكثيف الرقابة على هذه المحلات التي تبيع الأدوية والتي قد تكون سبباً في حدوث أمراض وأخطاء لا تغتفر بسبب اجتهاد بعض الصيادلة في صرف العلاج من دون الوصفات الطبية من قبل الطبيب المعالج .. بالاضافة إلى عدم السماح ببيع وعرض المنتجات غير الطبية في الصيدليات أكرر تكثيف الرقابة والجولات المفاجئة مطلوب باستمرار والله من وراء القصد. همسة: درهم وقاية خير من قنطار علاج.