بدأ الجيش الباكستاني مؤخراً هجوماً مؤلماً ومكلفاً ولكنه ضروري في وادي سوات حيث حاول المسلحون هناك ايجاد دولة داخل الدولة الباكستانية.. فللتأكيد على السيادة الباكستانية لابد ان تكون الحكومة حكومة واحدة ممثلة للشعب الذي انتخبها ولكن ان تظهر حكومة اخرى معتمدة فقط على قوة السلاح ففي هذا تشجيع لتفكيك باكستان كدولة من خلال تشجيع المتطرفين ان يسعوا الى فرض ارادتهم من خلال قوة السلاح وقد حاولت الحكومة الباكستانية التوصل الى اتفاق وفعلاً تم الاتفاق ولكن المسلحين ذهبوا بعيداً في مطالبهم مما اصبح الامر معه يشكل تهديداً للسلطة المركزية كان لابد من مواجهته ولما كانت باكستان تشكل مركزاً رئيسياً فيه فقد كان من المتوقع ان يوسع الجيش الباكستاني هجوماً الى منطقة وزيرستان وهي المنطقة القبلية والجبلية الحصينة التي يختبىء فيها زعماء القاعدة وخاصة بن لادن والظواهري وقد سبق ان قام الجيش الباكستاني في ظل حكومة مشرف بهجوم على منطقة وزيرستان ولكن معارضة القبائل حالت دون تنفيذ ذلك الهجوم الى نهايته. واليوم تستعد الحكومة الحالية لتوسيع هجومها الذي شنته على وادي سوات الى منطقة وزيرستان حيث يختبىء زعماء القاعدة. وكل المؤشرات تؤكد ان هناك تصميماً قوياً على اقتحام تلك المنطقة واقتحام كافة المخابيء فيها، ولكن على الجيش وهو يستعد لتنفيذ هذا الهجوم غير المسبوق ان يحرص على سلامة المدنيين وان يحاول تقليل عدد الضحايا حتى لا يؤدي ذلك الهجوم الى غضبة شعبية قد تعيد باكستان سنوات الى الوراء.