أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف لأبحاث ودراسات الأمن الفكري بانها تجسيد بالغ للعناية والاهتمام من لدنه رعاه الله لكل ما من شأنه تحقيق أمن واستقرار هذا الوطن الكريم وتحصين مواطنيه من الافكار الضالة والمنحرفة وبما يكفل له عزه ونماءه. وأشار في تصريح له بمناسبة انعقاد أعمال المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري اليوم الاحد تحت عنوان : “ المفاهيم والتحديات “ إلى أن لهذه الرعاية الكريمة من “رجل السلام والحوار” أبعاد ودلالات واضحة بما يوليه - أيده الله – من حرص واهتمام يصوران هاجسه الدائم على المستويين المحلي والدولي تجاه تحقيق الأمن والسلام والحوار بين شعوب ومجتمعات العالم بما يحقق للبشرية جمعاء العيش بأمن وسلام وطمأنينة وكرامة ورخاء . ونوه الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، بما يمثله كرسي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لأبحاث ودراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود من أهمية بالغة، كجهة بحثية علمية متخصصة تُعنى بتطوير ونشر البحوث والدراسات في سبيل تعزيز الأمن الفكري في المملكة وإخضاع ظاهرة الإرهاب والفكر الضال وسلوكياته للدراسة المتعمقة وصولاً لنتائج علمية وعملية بناءة لمحاصرة فكر الغلو والتطرف بالحوار الفكري البناء، والعمل على نشر المفاهيم الصحيحة، وإشاعة الحوار ومواجهة الفكر بالفكر، لاسيما في هذا الوقت الذي يشهد فيه محاولات من اصحاب الافكار الضالة لترويج أفكارهم الهدامة بين شباب الأمة مستغلين جهلهم بأصول الشريعة السمحة . وأثنى رئيس مجلس الشورى على فكرة تاسيس هذا الكرسي البحثي المتخصص ليسهم بإذن الله في دعم الجهود المخلصة التي تقوم بها الدولة حماها الله، في إطار مواجهتها لدحض الفكر الضال ومحاربة الإرهاب واستئصال شأفته، وفقاً لمنهج هذه البلاد القائم على الوسطية والاعتدال المستمد من شريعتنا الإسلامية . وقال معاليه : “ إن مثل هذه الجهود العلمية المؤسسة على منهجية رصينة ، تزداد أهميتها وتتعاظم حينما يصبح أمن الوطن واستقراره هدفاً للطامعين المتحصنين بكهوف الجهل والضلال ، وأن درء هذا الخطر المُهدد لمجتمعنا يحتم ضرورة التكامل والتعاون بين سائر الجهات الرسمية والامنية والعلمية العاملة في هذا المجال والتي يتصدرها كرسي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لأبحاث ودراسات الأمن الفكري، لافتاً إلى أهمية البحث والمعرفة وإعمال العقل بالتفكير العلمي القائم على أسس ومعايير تساعد على تمحيص الواقع لاستشراف المستقبل وهو السبب الرئيس في نهوض الأمم وتقدمها “ ، مضيفاً بقوله: “أنه لا يمكن لمجتمع أن ينهض ويتقدم من دون الأمن والاستقرار، ولا يمكن لأمنٍ أن يستتب ويستقر دون فكر سليم ، فالأمن الفكري هو حالة تشعر المجتمع وأفراده بالطمأنينة تجاه ثقافته ومعتقداته وتقاليده وأعرافه المستمدة من الكتاب والسنة “. وأبان آل الشيخ، أن كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري يعد أحد البرامج المعززة للانتماء والوحدة والتماسك التي تأتي ضمن إطار الاستراتيجية الشاملة لمحاربة ومواجهة الإرهاب والفكر الضال ، كما أنه إضافة لسجل مبادرات المملكة الرائد في هذا المجال، موضحاً معاليه أن المملكة وهي تحتضن الحرمين الشريفين ومهد الإسلام دين التسامح والسلام، قد كانت من أولى دول العالم وأكثرها تضرراً وتأثراً في أمنها وممتلكاتها جراء ما أحدثه معول الإرهاب وقادته الذين جعلوا من الفكر أرضاً خصبة لزرع بذور ثقافة الاستعداء والحقد، إلا أنها تمكنت بفضل الله وعونه ميدانياً من دحر الإرهاب، كما نجحت عبر برامج علمية لم يسبق لها مثيل من اعادة تاهيل أصحاب الفكر الضال ، وأبهرت العالم بمختلف مؤسساته الأمنية تلك النجاحات وما وصلت إليه المملكة من نتائج تحققت بعون من الله ثم بحسن إدارة وتدبير من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، وسمو مساعد سمو وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ورجال الأمن البواسل . وأعرب رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور آل الشيخ عن ثقته بما تملكه المملكة من اجهزة وجامعات ومراكز بحث علمية على أعلى المستويات ستتمكن -باذن الله- من الوقوف صفاً واحداً في محاربة الإرهاب وفكره الضال، مؤكداً أن مجلس الشورى يعضد ويساند جميع الجهود في سياق الحفاظ على أمن هذا الوطن ومواطنيه وتحصين أفراد المجتمع من الافكار المنحرفة المهددة لأمنه ونمائه . متمنياً في ختام حديثه أن يكلل الله الجهود في هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق، وأن يخرج بالتوصيات والنتائج البناءة التي تسهم في تعزيز الامن الفكري وتوعية شباب الامة بمخاطر اصحاب الافكار الضالة والمنحرفة .