قتل سبعة أفغان على الأقل وأصيب عشرون آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت قاعدة أميركية بمدينة خوست شرق أفغانستان، في سلسلة هجمات بالمدينة خلال يومين. وقال مسؤولون أفغان إن حصيلة القتلى مرشحة للتزايد. وتبنت حركة طالبان مسؤولية العملية. وقالت مصادر أميركية إن التفجير استهدف عمالا مدنيين أفغانا يعملون في قاعدة ساليرنو الأميركية كانوا يهمون بدخول القاعدة لمباشرة عملهم، مؤكدة أن مقتل سبعة وإصابة عشرين آخرين. وقال قائد شرطة الولاية المقدم عبد القيوم باقي زي إن تفجيرا بواسطة سيارة قد وقع، لكنه أضاف أنه لا تتوافر معلومات لدى دائرته حول الخسائر. غير أن مسؤولا أفغانيا محليا يدعى وزير بادشاه أكد لرويترز أن الانفجار استهدف عمالا أفغانا يعملون مع قوات حلف الأطلسي (ناتو)، وقال إن القوات الأميركية طوقت مكان الحادث وتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى. من جهتها تبنت حركة طالبان مسؤولية العملية، وقالت إن المهاجم واحد من ثلاثين آخرين جرى إعدادهم لمهاجمة أهداف غربية وحكومية. وحذرت الحركة من أن هجمات أخرى قادمة ستشن في مدينة خوست التي شهدت أمس هجمات مماثلة. وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة في خوست بين الشرطة الأفغانية ومجموعة من مقاتلي طالبان الذين هاجموا مقرات حكومية ومصرفا في المدينة. ونقل مصدر مطلع أن مسلحين هاجموا مقري والي خوست وقائد الشرطة ومصرفا أفغانيا، لافتا إلى أن المدينة باتت محاصرة في ظل استمرار الاشتباكات. وتبنت طالبان هذا الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية زيماري بشاري إن الشرطة قتلت أحد المهاجمين عندما حاول اقتحام بوابة مقر الوالي بسيارة، مضيفا أن المتفجرات التي كانت فيها انفجرت فقتل بسببها أربعة جنود. وذكر المتحدث في بيان أذاعه التلفزيون الأفغاني أنه في مكان آخر من البلدة اشتبك ثلاثة مهاجمين آخرين مع قوات الأمن وجرى تفجير السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها. وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن المهاجمين الثلاثة احتجزوا بعض الرهائن في مبنى الإدارة البلدية الذي جرت محاصرته، وإن النيران اشتعلت فيه بعد سلسلة من التفجيرات. وأضافت المصادر أنه بعد عدة ساعات من تبادل نيران الأسلحة بشكل متقطع، قتلت قوات الأمن الأفغانية تدعمها قوات أجنبية المهاجمين الثلاثة وحررت الرهائن سالمين. وشكلت الهجمات واحدة من أكثرها جرأة خلال الأشهر الأخيرة، في علامة على العنف الذي توعد مقاتلو طالبان بتكثيفه مع إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى البلاد في غضون الأشهر القليلة القادمة. ويحاول مسلحون من حين إلى آخر اختراق مبان حكومية في المدن الإقليمية، ورغم تعزيز القوات الأجنبية في أفغانستان فقد تصاعد العنف فيها خلال العام المنصرم الذي كان الأكثر دموية منذ الإطاحة بحكومة طالبان على يد قوات بقيادة الولاياتالمتحدة أواخر العام 2001. وقررت الحكومة الأميركية الجديدة إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان خلال الأشهر القليلة القادمة -سينشر نحو نصفهم في ولاية هلمند- يشكلون جزءا من التعزيزات القادمة التي سترفع الحجم الإجمالي للقوات الأميركية من 32 ألفا في بداية العام الحالي إلى 68 ألفا في نهايته.