التقت الندوة خلال جولتها في المنطقة التاريخية بمدينة جدة في بيت نصيف الأثري بالخطاط والباحث الياباني (هوندا كونيشي) الذي كان ضمن الوفد الياباني المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب بالتعاون مع وكالة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية حيث يرافق الوفد في جدة مدير العلاقات العامة والإعلام بنادي جدة الأدبي نبيل حاتم زارع وقال الياباني كونيتشي إن تعلمي لفن الخط العربي كان بواسطة خطاطين سعوديين يعملون في وزارة البترول عندما شاهدتهم يكتبون أسماء الأماكن على الخرائط، كما أشار إلى أن السعودية هي أول دولة عربية يزورها وأن أطول مدة مكث فيها في بلد عربي كانت في السعودية التي يعتبرها بلده الثاني. موضحاً أن سبب قدومه إليها هو عمله في شركة يابانية للمساحات في الرياض منذ منتصف السبعينات حيث كانت مهمتهم وضع خرائط للمنطقة الغربية وكان يعمل وقتها مترجماً للغة العربية التي تعلمها في جامعة طوكيو وقال كونيتشي: إن بداية تعلمه للإسلام جاءت بعد تعلمه العربية وأن كثيراً من أصدقائه السعوديين كانوا يتحدثون له عن بعض العقائد والفروض الإسلامية، وقد بدأ بدراسة الإسلام بعد رجوعه لليابان حيث كان يقرأ العديد من الكتب المتخصصة في الإسلام بشكل يومي، وقرر في النهاية الدخول في الإسلام وأعلن إسلامه في المركز الإسلامي هناك واختار اسم (فؤاد). وبسؤال ل (الندوة) حول انطباعاته عن مدينة جدة والأشياء التي لفتت انتباهه منذ قدومه إلى جدة؟ قال الياباني المسلم (فؤاد): لا استطيع أن أصف انطباعي ودهشتي عن مدينة جدة بالكلمات وقد غبت عنها لفترة طويلة حيث كنت مقيماً في مكةالمكرمة منذ ثلاثين عاماً في أحد فنادقها مع زملائي اليابانيين، وعندما أتيت إليها بعد هذا الغياب، كانت دهشتي كبيرة ولم أكن أتصور حجم التطور والنقلة التي حدثت لهذه المدينة الرائعة وهي لا تزال تحمل طابعها التاريخي العريق، كما أحمل لهذه المدينة الكثير من الذكريات ولم ننقطع عنها طوال تلك المدة بل كنا نزورها في آخر أيام الأسبوع يوم الجمعة حيث نأتي للاستمتاع بأجواء الكورنيش شمال جدة ونقضي نهارنا بأكمله على الشاطىء. بصحبة بعض أصدقائنا من الأخوة السعوديين نمارس رياضة السباحة أحياناً ونستمتع بالأكلات الشعبية خاصة (الكبسة) السعودية. وأنا الآن أقوم بزيارة المناطق السياحية والتاريخية في المملكة شمالها وجنوبها بما فيها الربع الخالي. ومشاعري نحو السعوديين لم تتغير لما يحملونه من سجايا طيبة، وألقيت محاضرة عن الخط العربي في نادي جدة الأدبي ولن تتخيل مدى سعادتي وأنا في جدة فقد كنت قبل ثلاثين عاماً مجرد رجل أعمال أحمل حقيبتي وأتجول في المكاتب الحكومية، ولكنني الآن فنان وخطاط وأشكر السعوديين الذين جعلوني مسلماً اعتنق الديانة الإسلامية وأعرف الثقافة الإسلامية وما يحمله هذا الدين العظيم من قيم لا توجد في العالم كله. وقد شاركت في مهرجان الجنادرية بجناح خاص بالخط العربي في الجناح الياباني وقد وجدت تجاوباً كبيراً من الزوار خاصة الأسر السعودية الذين كانوا يطلبون مني كتابة الآيات القرآنية والأسماء وقد كتبت أكثر من 100 اسم لمواطنين سعوديين خلال العرض بكل أنواع الخطوط العربية التي أجيد كتابتها. وقد سبق أن ترجمت كتاب فن الخط العربي بحكم اطلاعي على الدراسات الإسلامية وقد ترجمته من العربية إلى اليابانية من خلال عشر سنوات.