قالت مصادر صحفية قريبة من حركة نمور تحرير تاميل إيلام إن مئات من المدنيين قتلوا في قصف مكثف شمالي سريلانكا نفذته قوات حكومية باستعمال المدفعية الثقيلة، لكن الجيش الحكومي سارع بإنكار ذلك، بينما أعلن طبيب حكومي أن 250 مدنيا قتلوا وجرح مئات آخرون في هذا الهجوم. وقال موقع تاميل نت الإلكتروني القريب من المتمردين التاميل إن 270 جثة مدني تم إحضارها إلى المستشفى في منطقة الحرب بشمالي البلاد بعد أن قضت في قصف مدفعي قام به الجيش الحكومي طوال ليل السبت. وسارع الجيش الحكومي إلى إنكار الواقعة. وقال الناطق باسم الجيش العميد أودايا ناناياكارا إن قواته لم تستخدم الأسلحة الثقيلة في المنطقة التي تقول شبكة تاميل نت إن المدنيين قتلوا فيها.لكن طبيبا حكوميا أكد رواية الموقع الإلكتروني وقال إن قصفا مدفعيا حكوميا تسبب بمقتل 270 مدنيا وإصابة 814 آخرين. ووصف ما جرى بأنه (اليوم الأكثر دموية) من الهجوم الحكومي على قوات التاميل. وأكد الطبيب فيه شانمغاراجاه –الذي يدير مستشفى ميدانيا في مناطق القتال- أنه يخشى أن كثيرا آخرين قد قتلوا حيث أن جثثا أخرى قد دفنت في منطقة القصف دون أن يتم إحضارها إلى المستشفى. وقال (نحن نعمل ما بوسعنا، لكن الوضع ساحق، لا شيء تحت سيطرتنا). من جهة أخرى أعلن الجيش السريلانكي أنه استولى على ما يعتقد أنه مخبأ لقائد نمور التاميل فيلوبيلاي برابهاكاران. وقال الجيش في بيان إن المخبأ عبارة عن قبو مغمور تحت البحر ويقع على مسافة 110 أمتار تحت الماء، ويحتمل أنه استخدم كبيت مؤقت لزعيم التاميل. وكان الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي وشقيقه وزير الدفاع النافذ غوتابايا قد أكدا مؤخرا أن سريلانكا تستعد للانتهاء من 37 عاما من التمرد الانفصالي، ورفض نداءات الغربيين في الأيام الأخيرة لاعتماد (وقف إنساني لإطلاق النار). وتعتقد الأممالمتحدة أن خمسين ألفا من السكان المدنيين محتجزون من قبل النمور، لكن السلطات السريلانكية تقدر عددهم بما بين 15 ألفا وعشرين ألفا وتتهم المتمردين باستخدامهم (دروعا بشرية). وتحدثت تقارير عن أوضاع مأساوية في معسكرات النازحين التي تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية والرعاية الطبية والشروط الصحية الملائمة فضلا عن اكتظاظها بأعداد كبيرة من اللاجئين.