إن صرف الأدوية دون استشارة طبية أمر في غاية الخطورة على صحة المريض، رغم أن وزارة الصحة بالمملكة أصدرت من قبل تعميماً يحظر مثل هذه الممارسات ولكن لا يزال الكثيرون من المرضى يترددون على الصيدليات لصرف الدواء بعد شرح الحالة للصيدلي دون ابراز روشتة من الطبيب المختص بتشخيص الحالة المرضية الأمر الذي يجعل المريض عرضة للآثار الجانبية للدواء الذي صرفه من الصيدلاني مباشرة كما يعرضه لمخاطر عديدة لأن بعض الأدوية قد تحتاج إلى تعديل جرعاتها وهذا من اختصاص الطبيب الذي يصف الدواء المناسب للمريض. ولكن البعض يبرر لجوأهو للصيدلاني بضيق الوقت الذي لا يمكنه من الذهاب للطبيب، والبعض الآخر يرى أن لا ضرر من شرائه الدواء دون استشارة طبية. الندوة استطلعت من خلال جولتها عدداً من المواطنين والصيادلة حيث تباينت آراؤهم حول ظاهرة صرف الدواء من الصيدلي دون استشارة طبية. يقول ناصر (صيدلي) اعتقد أن صرف الدواء من الصيدلي دون استشارة أو تشخيص الطبيب فيه ضرر كبير على المريض ولكنه أحياناً قد يحتاج المريض إلى دواء بسيط وخفيف لعلاج حالات لا تستدعي الذهاب للمستشفى مثل نزلات البرد الخفيفة أو السعال أو الصداع، ففي اعتقادي أن في هذه الحالات يمكن للصيدلي أن يصرف الدواء ويوضح للمريض عدد مرات الاستعمال والجرعة أما إذا كان المرض بسبب آلام باطنية فهذا يوجب الذهاب للطبيب المختص، ويقول أنا ضد اجتهادات بعض الصيادلة في صرف الأدوية للحالات المستعصية دون تشخيص الطبيب الاستشاري. يحق لهم صرف الدواء ويرى أحد الصيادلة الذين التقيناهم ويدعى (عماد) أن من حق الصيدلاني في بعض الحالات صرف الأدوية دون وصفة طبية مثل بعض الأدوية المضادة للزكام والنزلات أو المراهم الخاصة بالالتهابات والمطهرات الخارجية وهو يتفق مع المواطن ولكن يقول إن هنالك بعض الأدوية لا يمكن صرفها للمريض دون استشارة طبية مثل المهدئات وأدوية مرضى القلب والمسكنات القوية والمضادات الحيوية؛ لأن تناول الأدوية لمثل هذه الحالات دون تشخيص قد يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة فالمسألة تحتاج في المقام الأول إلى وعي المواطن بخطورة التعامل مع الأدوية عشوائياً. ومن الحالات التي يجب التأكيد على خطورتها، أن بعض المرضى يحضرون إلى الصيدلي ويطلبون الدواء بالاسم دون أن يروه، وعندما تسألهم يقولون إن فلاناً صديقي وصف لي هذا الدواء لأنه استعمله وشفي من مرضه، وهذا بالطبع خطأ كبير، فكيف يتناول شخص دواء وصف لغيره دون تشخيص؟ وأضاف أن مثل هذه الحالات نوجهها إلى الطبيب الاستشاري. ظاهرة متفشية أما المواطن عبدالله مجرشي فيقول إن ظاهرة انتشار بيع الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب أصبحت متفشية خاصة بين ساكني الأحياء الشعبية الذين يرون أن ذهابهم إلى أقرب صيدلية أفضل من الذهاب إلى المستشفى وإجراء التحاليل والتردد على الطبيب الاستشاري، وهذا في تقديري خطأ لأن التشخيص قبل تناول العلاج مهم، ويجب أن يهتم الإنسان بصحته لأن أخذ العلاج بدون وصفة طبية مخاطرة قد لا تحمد عقباها، لذا أنصح المرضى بالذهاب إلى المستشفى مهما كلف ذلك لأن خطورة بعض الأدوية دون استشارة طبية عالية جداً خاصة إذا ما ارتبطت حياة المريض بأدوية معينة