ثمن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو جهود الصحفيين في النهوض بمهمتهم الحيوية والخطيرة متجاوزين بذلك أتعابهم ومصاعب مهنتهم. وأوضح في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة -الذي يوافق اليوم الأحد- أن هذا اليوم يمثل فرصة لتشجيع وتنمية المبادرات لصالح حرية الصحافة وتقييم مدى حرية الصحافة على امتداد العالم ولتذكير الجميع بمسؤولياته تُجاه حرية الصحافة . وأكد تمسك منظمة المؤتمر الإسلامي والتزامها بحرية الإعلام والتعبير ليس باعتبارها أحد الحقوق الأساسية للإنسان في معناها الشامل بل بالنظر إلى أنها قيمة عليا ومبدأ عالمي سام لا يقبل المساومة ما دام لا يتعدى على حرية الآخرين وحقوقهم الخالصة في معتقداتهم ومُثُلهم الثقافية الخاصة. وقال أوغلو : إن تخصيص المناسبة في هذا العام لدور وإمكانيات وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل والمصالحة فإننا في منظمة المؤتمر الإسلامي نعتقد أن الهدف الجوهري للحوار يتمحور حول فهم التنوع على مستوى القيم ودحض التصورات المغلوطة. ولفت إلى أن الحوار والتلاقي مع الآخر يمثلان بالنسبة الإطار المناسب والفضاء المواتي لإبراز هويتنا الإسلامية في ظل التنوع الثقافي واللغوي ولتوظيف الحوار الحضاري مع الآخر لتحقيق الوئام وبناء الثقة تجسيداً لمطمحنا في عالم يسوده الأمن والسلام. وأشار إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي ترى في هذا اليوم مناسبة للتذكير بدور وإمكانات وسائل الإعلام في تعزيز الحوار والتفاهم والمصالحة بين الأمم والشعوب من خلال التحلي بالمسؤولية الأخلاقية التي تبتعد عن نهج التعبئة والصدام. وأعتبر البروفيسور أوغلو المبدأ الذي اختير لتخليد اليوم العالمي للصحافة بأنه يمثل قيمة أساسية لدى منظمة المؤتمر الإسلامي التي ظلت دائماً تحث وسائل الإعلام المختلفة على أن تجعل تعزيز الحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب في صلب مهامها، وأن تتجنب اللجوء إلى أي إشارة إلى ديانة بعينها بالإساءة وذلك لتحاشي نشر وإشاعة معلومات مغلوطة قد تثير الفتن والصراعات كما أنها قد تعرّض حقوق الإنسان الأساسية لأتباع تلك الديانة للخطر وقد تأكد هذا التوجه في ميثاق المنظمة الجديد الذي تم إقراره في الدورة الحادية عشرة للقمة الإسلامية التي انعقدت في العاصمة السنغالية دكار خلال شهر مارس 2008 كما نص برنامج العمل العشري الذي اعتمدته القمة الاستثنائية الثالثة في مكةالمكرمة في عام 2005 على ضرورة تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب. وأفاد بأن المنظمة شددت خلال مؤتمر ديربان الذي انعقد مؤخراً في جنيف على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بروح الاعتدال والحوار بعيداً عن نهج التصادم من أجل إيجاد عالم خالٍ من العنصرية وممارساتها وأن تتم ممارسة حرية التعبير التي تمثل حقاً أساسياً بكل مسؤولية واحترام في إطار معايير أخلاقية ومهنية متعارف عليها تحترم التنوع وتبتعد عن الإساءة والشتم .