بادر المواطنان (محمد وفهد) شقيقا المجني عليه ساعد بن عيضة الحميدي الطلحي، الذي قتل في مشاجرة قبل ثلاث سنوات بمحافظة الطائف اثر شجار استخدم فيه السلاح الناري، بالتنازل عن الجاني حسن بن حسين العمري وذلك لوجه الله تعالى وبطوعهما واختيارهما وبدون دفع اية مبالغ مالية تذكر، ذلك عندما حضرا الى مكتب معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر رغبة منهما في الأجر والمثوبة. ونقل معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر للشقيقين خلال اللقاء رغبة ولاة الامر حفظهم الله وشفاعتهم في عتق رقبة الجاني طلبا للأجر والثواب ثم استمع الشقيقان الى عدد من المواعظ والنصائح الواردة في كتاب الله وسنة نبيه المطهرة لبيان الاجر والمثوبة في مثل هذا العمل الخيري النبيل وفي لحظات امتزجت فيها دموع الفرح والحزن اعلن الشقيقان عفوهما وتنازلهما لوجه الله تعالى مفضلين الاجر والثواب على اية عروض دنيوية اخرى وهو الامر الذي جعل التهليل والتكبير يعلو المكان من قبل الحضور الذين دعوا الله تعالى ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه تعالى مبتهلين للمولى جل وعلا ان يرحم الفقيد ويتوب على الجاني توبة نصوحة. شاكرين لهما هذه البادرة الانسانية النبيلة الدالة على حبهما لفعل الخير ومن ثم قام معالي المحافظ بمعانقة الشقيقين وهنأهما بعظيم الاجر والمثوبة، ومن ثم رفع خطابا لسمو امير المنطقة خالد الفيصل يتضمن حيثيات هذا العمل الخيري النبيل. من جهته عبر سكرتير لجنة اصلاح ذات البين الاستاذ احمد بن حسن الزهراني عن شكره وتقديره العميقين للشقيقين اللذين بادرا بالتنازل عن دم شقيقهما واعتاق رقبة الجاني لوجه الله تعالى مبتغين بذلك وجه الله تعالى واكد ان لجنة الصلح والعفو بالطائف برئاسة معالي المحافظ ورئيس اللجنة الاستاذ فهد بن معمر وبحضور اعضائها الدكتور احمد بن موسى السهلي والدكتور عبدالله الزير واللواء متقاعد عبدالاله العوفي والعميد خلف القرشي والعقيد عبدالله بن محمد القحطاني قد اجتمعت بمقر المحافظة بالطائف ذلك ضمن مساعيها الخيرة وجهودها الحثيثة لعتق رقبة الجاني حسن بن حسين بن عيضة العمري السفياني لقاء قتله ساعد بن عيضة الحميدي الطلحي، وبحضور ومبادرة الشقيقين (محمد وفهد الطلحي) وعدد من مشايخ قبيلة هذيل وبني سفيان، وتكللت هذه الجهود ولله الحمد بالعفو الذي جاء بمبادرة من ذوي الدم لافتاً الى ان تنازلهما لوجه الله تعالى دون قبولهما لأية عروض مادية دنيوية خير دليل على ابتغائهما لمرضاة الله معبرا عن شكره لجميع من اسهم في هذا العتق بداية بمعالي محافظ الطائف فهد بن معمر وشيوخ وأعيان القبائل، وفاعلي الخير ومحبيه ممن شاركوا في هذاالعمل الخيري، واعتبر هذا العمل الخيري يعد الاول من نوعه الذي يمر على اللجنة بهذه الطريقة، حيث تقدم الشقيقان مشكوران بحضورهما الى مقر المحافظة وابداء رغبتهما في التنازل بمبادرة شخصية ذاتية وعدم قبول اية عروض دنيوية مادية، ونوه بدور الوكيل الشرعي للورثة وقريبهما محسن الطلحي، الذي قام بدور بارز في هذا الصدد مع اللجنة ومشائخ القبائل. من جانبه عبر المعفو عنه حسن بن حسين العمري عن سعادته بهذا العفو وشكر الله عز وجل على ذلك وقال : ازجي سحابات الشكر والعرفان للشقيقين (محمد وفهد) اللذين كانا السبب بعد قدرة الله تعالى في عودتي للحياة مجددا مبديا اشد الندم لهذه الحادثة الاليمة التي لن ينساها ولن ينسى هذا العفو ما دام حيا، مشيرا الى ان هذا العفو قد اعاده للحياة ولأهله وابنائه واسرته، قاطعا العهد على نفسه بأنه لن يبرح طريق الاستقامة والتوبة ما دام حيا ولافتا الى ان الحادثة وقعت قبل ثلاث سنوات امام بيت المجني عليه بالطائف اثر خلافات شخصية في لحظة نزغ فيها الشيطان بينهما ولم يكن في يوم من الايام يتمنى ما حدث لكنه الشيطان الذي ابتعد تاركا خلفه الندم والاسف مدى الحياة، واضاف لقد كانت مدة بقائي بالسجن 3 سنوات فترة كافية للتأمل والتفكر، والندم على ما فات، وفي النهاية طوقاني (محمد وفهد) بجميل وعرفان لن انساهما مدى الحياة. فيما عبر شقيق الجاني (محمد السفياني) عن شكره لذوي الدم واكد ان هذا معروف كبير لا يمكن لأحد أن ينساه واضاف سنظل جميعاً مدانين بهذا العمل الذي يعجز المرء ان يكافىء عليه الا بالقول (جزاهم الله خير الجزاء وأجزل لهم الجزاء والمثوبة) كما شكر معالي محافظ الطائف واعضاء اللجنة ومشائخ هذيل على مساعيهم الخيرة في عتق رقبة شقيقه.