وقع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة أمس اتفاقية إطارية للدراسات والبحوث والخدمات الاستشارية والعلمية مع جامعة الملك سعود من خلال معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بالجامعة بقيمة (20مليون ريال) كما وقع سموه عقد إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات بجامعة الملك سعود بقيمة (5 ملايين ريال ) وسيتم تمويله من الحساب الشخصي لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وقبل مراسم التوقيع قام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة بجولة في أقسام الجامعة شملت عمادة السنة التحضيرية وكليتي الهندسة وإدارة الأعمال ومعهد الملك عبدالله لتقنية النانو . بعد ذلك بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة حيث ألقى سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز كلمة أوضح خلالها أن ماتشهده الجامعة من حراك غير مسبوق يتناول الكثير من المجالات والمسارات من خلال التعاقد مع جامعات عالمية مرموقة في بعض التخصصات والتعاون مع مجموعة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل العالمية إضافة إلى التحالف مع رجال الأعمال وفعاليات وطنية لدعم كراسي البحث العلمي التي حددت أهدافاً كثيرة من ضمنها تحول اقتصاد المملكة إلى اقتصاد مبني على المعرفة لضمان التنمية المستدامة وصولاً إلى سعي الجامعة لتحقيق الريادة في مجالات تشمل الوظيفة التعليمية وذلك بدعم مخرجات التعليم وجعلها مطلوبة من قبل مراكز التوظيف البحثية وخدمة المجتمع . وأكد سموه أن هذا الحراك وتلك الجهود إنما هي ثمرة لإيمان رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ببناء الإنسان وتهيئته وإعداده مشيراً إلى أن الاستثمار في الإنسان هو ثروة الوطن الحقيقية ومستقبل أجياله القادمة . وقال سموه (دعم التعليم العام بإقرار مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم والتوجيه بالتوسع في برامج الابتعاث وإنشاء الجامعات واهتمامه بالتقنية بكافة أشكالها ومراكزها ونشرها في مناطق المملكة بطريقة لم يسبق لها مثيل تهدف إلى إيجاد تنمية متوازنة ينعم بها كافة مواطني هذه البلاد). وفي ختام كلمته عبر سموه عن سعادته بالاستثمار في التعليم المتوافق مع متطلبات العصر وشروطه والدخول إلى مضمار المنافسة للانتقال لمصاف الدول المتقدمة والمجتمع المعرفي من خلال (كرسي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لدراسات تقنيات أمن المعلومات ). بعد ذلك جرت مراسم التوقيع حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامه ومعالي وزير التعليم العالي بتوقيع اتفاقية إطارية للدراسات والبحوث والخدمات الاستشارية والعلمية مع الجامعة من خلال معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود . كما وقع سموه مع مدير جامعة الملك سعود عقد إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات بجامعة الملك سعود. عقب ذلك عقد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة لقاء صحفياً بين خلاله أن الاتفاقية التي تم توقيعها بين الاستخبارات العامة وجامعة الملك سعود ستدعم عمل الاستخبارات العامة في مجالات العلوم الأساسية ومجالات الهندسة وتقنية المعلومات والعمارة والتخطيط العمراني والمجالات الإدارية والاقتصادية والتربوية والنفسية ومجالات الإعلام والاتصال والسياسة مشيراً إلى أن مدة هذه الاتفاقية خمس سنوات. وقال سموه (نعمل باستمرار على تطوير الأداء الوظيفي والإداري لكافة منسوبي الاستخبارات العامة , ولا نتردد في الاستعانة بالمتخصصين وأصحاب الخبرات والمؤهلات من أفراد ومؤسسات لدعم جميع أعمالنا الإدارية) مبيناً أن جامعة الملك سعود تملك ما يؤهلها لدعم العمل الإداري للاستخبارات العامة . وعن كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات أوضح سمو رئيس الاستخبارات العامة أن أمن المعلومات صار اليوم هاجساً دولياً وأن الحاجة تستوجب بذل جهود من قبل الباحثين والمختصين لكل ما يتعلق بأمن المعلومات وقال ( لم أتردد في تبني فكرة تشييد كرسي بحثي لتقنيات أمن المعلومات في جامعة الملك سعود وذلك لإيماني بحاجة الوطن ومؤسساته وأفراده الضرورية لدراسات وفعاليات علمية تخص أمن المعلومات). ودعا سموه إلى تبني (سياسة أمنية معلوماتية) تنشأ من العائلة وتنطلق من المنزل لمواقع العمل في كل مؤسسات المجتمع ويكون بذلك المواطن مسئولاً عن الحفاظ على أمنية المعلومات التي يملكها في ظل الثروة المعلوماتية التي يشهدها العالم اليوم والتطور التقني المستمر في وسائل المعلومات . وأكد الأمير مقرن ضرورة تخصيص المؤسسات الحكومية والأهلية لميزانيات مالية وتأمين طاقات بشرية مؤهلة لتطبيق مفهوم أمن المعلومات حيث أن كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات بجامعة الملك سعود سيعمل على تقديم كل مفاهيم أمن المعلومات من خلال ما تملكه الجامعة من خبرات وكوادر بشرية مؤهلة وعلاقات مميزة مع باحثين عالميين ومؤسسات عالمية مرموقة مشيداً بالنهج الذي تتبعه جامعة الملك سعود لدعم الأبحاث والدراسات العلمية . وأشاد سموه بما شاهده من تطور وتقدم في كليات ومعاهد الجامعة مبيناً أن المكانة التي صارت تتبوأها اليوم جامعة الملك سعود على المستويين العربي والعالمي تدل على العمل الجاد والمميز الذي تقوم به إدارة الجامعة وكافة منسوبيها. وحول مدى تجاوب المواطنين مع موقع الاستخبارات العامة قال سموه (هناك 3 قضايا حلت عن طريق الانترنت) مشيراً إلى أن جهاز الاستخبارات على وشك إطلاق رقم موحد لاستقبال البلاغات وهو(985) وسيكون الاستقبال على مدار ال24ساعة. وعن القسم النسائي في رئاسة الاستخبارات العامة أكد سموه أن القسم يقوم بعمله على أكمل وجه بحيث يجعل كل مواطن يفخر بهذا القسم . من جانبه عبر وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري عن شكره وتقديره وامتنانه للدعم والمساندة التي يحظى بها التعليم العالي وجميع مؤسساته من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وقال في تصريح صحفي (يحظى التعليم في بلادنا وخصوصاً التعليم العالي باهتمام ولاة الأمر حفظهم الله , ودوماً ما تسعى حكومتنا الرشيدة لتقديم كل ما يعين ويساند التعليم العالي إيماناً منها بالدور الهام لمؤسسات التعليم العالي في بناء التنمية) مفيداً أن الاتفاقية الإطارية التي تم توقيعها بين الاستخبارات العامة وجامعة الملك سعود تأتي تفعيلاً لتوجيهات القيادة الحكيمة لتوسيع مشاركة الجامعات السعودية في خدمة مجتمعها وزيادة شراكتها الإستراتيجية لما فيه خيرٌ للوطن والمواطن وصولاً إلى اقتصاد معرفي فاعل . وأزجى معاليه شكره وتقدير لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز لموافقته وتبنيه إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات بجامعة الملك سعود مبيناً أن اهتمام سموه بتقنية المعلومات وتكفله بتمويل الكرسي يدل على الرؤية الثاقبة والمستقبلية لهاجس عالمي مهم يتمثل في أمن المعلومات . وأكد أن الكرسي سيلبي طموحات وتطلعات سمو رئيس الاستخبارات العامة ويحقق الكثير من الاقتراحات الخاصة بأمن المعلومات على المستوى الوطني . من جهته أعرب مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة لاختياره جامعة الملك سعود والتوقيع معها اتفاقية إطارية للدراسات والبحوث والخدمات الاستشارية والعلمية مؤكداً أن ذلك يضاعف من مسئوليات الجامعة تجاه الوطن والمواطن لتواصل حراكها التطويري في كل الجوانب العلمية . وقال إن كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود لتقنيات أمن المعلومات يمس قضية مهمة يعتبرها كثيرون قضية العصر الحديث مشيراً إلى أن تقنيات أمن المعلومات تُعد رافداً أساسياً للنهضة في جميع المجالات .