ومما يؤكد موقع مجنة ما قاله بلال رضي الله عنه عندما هاجر إلى المدينةالمنورة وأصيب بالحمى: ألا ليت شعري أبيتن ليلة بضخ وحولي أذخر وجليل وهل أردن يوماً مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل وشامة وطفيل جبلان يشرفان على سوق مجنة ولهما نفس الاسم الآن ، ويذكر ذلك أيضا الواقدي ومحمد بن اسحاق بأن مجنة بمر الظهران إلى جبل يقال له الأصفر ويؤكد الجاسر أن مجنة شمال مكةالمكرمة بمر الظهران هو لقبيلة كنانة. ثم يأتي الخطأ الآخر حول موقع سوق المجاز الذي جعله البعض بعيداً عن مكانه الأصلي والصحيح أن سوق المجاز هو ما حدده علامة جزيرة العرب حمد الجاسر أن سوق المجاز ناحية عرفة إلى جانبها عند جبل كبكب وهذا السوق على مسافة فرسخ من عرفة وهو من ديار هذيل ينتقل إليه المتسوقون في أول شهر الحجة ويبقون في المجاز حتى اليوم الثامن وينتقلون بعده إلى عرفة ويقول المسعودي حنين وادٍ إلى جانب سوق ذي المجاز ، ويؤكد الحموي أن المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة ، وأسواق العرب في الأشهر الحرم الأربعة رجب والقعدة والحجة ومحرم هي عكاظ ومجنة والمجاز. ونشوء أسواق كبيرة في جزيرة العرب جاء نظراً لتوسط جزيرة العرب بين دول العالم المتحضرة في ذلك الوقت مثل بلاد فارس في الشمال الشرقي من جزيرة العرب والشمال الغربي منها بلاد الروم ومصر ومن الغرب بلاد الحبشة ومن الجنوب الهند وهذه الدول لها تواصل تجاري مع بلاد الغرب مما جعل هذه الدول تتواجد في الأسواق العربية داخل جزيرة العرب مثل سوق عكاظ أكبر هذه الأسواق وأسواق هجر وحجر اليمامة وشمر وعدن وصنعاء والمشقر وصحار ودومة الجندل وحباشة وغيرها، وكان توقيت أسواق حباشه وصحار في شهر رجب وسوق حضرموت في جزء من القعدة وعكاظ ومجنة في شهر القعدة والمجاز في أول شهر الحجة يأتي إلى هذه الأسواق للبيع والتسوق مما أدى إلى تنشيط التجارة مع الجزيرة العربية نفسها والدول المجاورة وسوق عكاظ المعرض العربي الأكبر للتجارة والمجمع اللغوي الرسمي الوحيد في زمنه وهو تهامي ونجدي وحجازي ويمني وعماني وعالمي يحضره غير العرب من الفرس والحبشة والروم ومن مصر و الشام تعرض فيه بضائع لم تعرض في غيره مثل السيوف الجيدة والحلل الحسنة والمركوب الفاره وكانت سوق عكاظ تقوم بدور الاعلام العالمي وتعمل سوق كعاظ على إرساء السلم العالمي ويعرض في هذا السوق أحداث العالم وكان سوق عكاظ أيضاً يمثل مبادىء العدل في حل المشاكل وإنهاء الحروب ويسمع صوت المظلوم والمنقذ لمن لا يستطيع إسماع صوته في مكان آخر وبذلك ترد إليه مظلمته حيث الرحمة والعدل.