تعرضت مدينة الرياض والمحافظات المحيطة بها لرياح شديدة يوم أمس أدت لتدني الرؤية بسبب الأتربة المثارة والعوالق الترابية التي صاحبتها ، وانخفاض في درجات الحرارة، وقد أجبرت شدة الرياح والأتربة بقاء سكان الرياض في منازلهم وخلت الشوارع من المارة والسيارات فيما عدى دوريات الأمن والمرور ، وكذلك اغلقت المحلات التجارية أبوابها. كما تم اخلاء المدارس من الطلاب والطالبات وعودتهم لمنازلهم مع بداية موجة الرياح للحفاظ على سلامتهم واغلاق مكاتب الاشراف التربوي ، واغلقت بعض الوزارات والجهات الحكومة أبوابها مع بقاء الموظفين على مكاتبهم وكذلك المؤسسات بالجهات الخاصة ، اضافة لاغلاق مطار الملك خالد أمام الملاحة الجوية وتحويل الطائرات لمطاري الدمام والقصيم. وقد تسببت الأحوال الجوية في تعطيل أجهزة الاتصالات والاستقبال في بعض الأحياء ورفعت درجة الاستعدادات في الأجهزة الأمنية وأجهزة الطوارىء في الدفاع المدني والدوريات والمستشفيات تحسباً لأي حوادث قد تحدث،كما وضعت خطط طوراىء في المدارس لمواجهة شدة الرياح والغبار التي بدأت تتجه إلى التلاشي. ،ودعت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة المواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء المتقلبة ، وقد سجلت بعض الحوادث المرورية نتيجة للرياح والغبار وسقوط عدد من اللوحات الدعائية والاشجار وبعض أجهزة الالتقاط من أسطح المنازل ، وأعمدة الانارة ، وتطاير الواح من الزنك. إلى ذلك حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من موجة الرياح والغبار التي تهب هذه الأيام على بعض مناطق المملكة ، حيث تتعذر الرؤية، وأكدت بأن على المواطنين والمقيمين توخي الحيطة والحذر عند المرور بجوار أو أسفل اللوحات الاعلانية أو أعمدة الانارة وخاصة خطوط الضغط العالي والابتعاد عن الأماكن المسقوفة بالزنك والحديد خشية تطايرها مع الرياح وسقوطها. وأهابت بالأخوة المواطنين والمقيمين بأهمية سماع أخبار النشرات الجوية قبل خروجهم لقضاء حوائجهم المعتادة سواء عبر التلفزيون أو الاذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على الشبكة العنكبوتية والاطلاع على موقع الدفاع المدني الالكتروني (www.998.gov.sa) للتعرف على المزيد في مجال التوعية والوقاية من مختلف المخاطر. ودعت مصادر طبية مرضى الجهاز التنفسي إلى ضرورة التزام المنازل هذه الأيام لتفادي الأضرار الصحية الناتجة عن الأجواء المحملة بالأتربة والتي تسود مناطق عدة في المملكة . وقالت رئيسة قسم التوعية الصحية بمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بسمة عبدالله قاضي أن مرضى الربو هم الأكثر تضررا جراء هذه الأجواء والتي قد تسبب لهم الاختناق وبالتالي يحتاجون إلى وضعهم على أجهزة التنفس، ولفتت إلى ضرورة إن يلتزم جميع مرضى الجهاز التنفسي منازلهم مع الحفاظ على تناول أدويتهم بانتظام لان الأجواء المتربة تشكل فرصة كبيرة لتهيج وحساسية الجهاز التنفسي، وكذلك ضرورة عدم التعرض لأية تيارات هوائية باردة . وحذرت في الوقت ذاته من تعريض الأطفال بشكل عام لهذه الأجواء حفاظا على صحتهم وكذلك الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي وضرورة إبقائهم داخل المنزل منعا لإصابتهم بنوبات الربو أو الحساسية . وقالت إن حساسية الصدر عند الأطفال أنها ضيق واختناق مؤقت يصيب المجاري التنفسية الكبيرة والصغيرة نتيجة فرط التحسس للمؤثرات العضوية وغير العضوية، ويمكن الإضافة انه التهاب مزمن موجود في مجرى التنفس مما يؤدي لإثارة بعض الخلايا وتجمعها وهذه الخلايا مثل (الخلايا الأم، وخلايا الدم البيضاء، خلايا المناعة). ولفتت إلى انه من الأعراض الرئيسية لحساسية الصدر صعوبة في التنفس والكحة وصفير بالصدر أثناء التنفس وزيادة معدل التنفس وألم بالصدر. واضافت انه عند التعرض للأتربة الناعمة يصاب البعض من الناس بحساسية العي«AllercicConjectivitis» وهي أكثر أمراض العيون انتشاراً وتصيب عادة ملتحمة العين والجفون ، وتتفاوت الأعراض في شدتها فقد تكون خفيفة ويصاحبها احمرار العين ودموع، والشعور بحكة وألم في العين وهي لا تمثل خطرا على قوة الإبصار ، ونادراً ما تحدث حساسية في قرنية العين وهي حساسية لها مضاعفات على سلامة البصر. وقالت إن علاجها بتجنب رياح الغبار والأتربة الناعمة التي تعتبر المهيج للحساسية وإن كان ذلك مفيدا رغم صعوبته ،والقطرات المضادة للحساسية وأحيانا تحتوي القطرات على الكورتيزون ، والأقراص المضادة للحساسية لتخفيف الشعور بالحكة وأحيانا المسكنات عند الشعور بالألم ، مشيرةً إلى عدم تعرض المرضى الذين يعانون من أمراض في العيون أو أجريت لهم عمليات في العين حديثة عدم التعرض للغبار على الإطلاق.