بعد رحلة طويلة مع الشعر تارة ..والنثر تارة أخرى ..تُُطل علينا الشاعرة الأديبة د.فاطمة القرني ..بديوانها الأول (عندما غنى الجنوب ) إصدار نادي أبها الأدبي لعام 1429ه في (115) صفحة من القطع المتوسط ..محتوياً على (35) قصيدة من الشعر العمودي وشعر التفعيلة. | وكانت الشاعرة..قد أشارت لقرائها في زاويتها الأسبوعية المقروءة (اذا قلت ما بي) في مجلة اليمامة الأسبوعية أسباب تأخير إصدار أعمالها الإبداعية ..رغم تعددها ..وأنه قد آن الأوان لأن ترى النور تباعاً ..وها هو ديوانها الأول الموسوم ب (عندما غنى الجنوب) وأول الغيث قطر ثم ينهمر. | وللشاعرة د. فاطمة القرني.. تجربتها الرائدة وتاريخها المشرف الطويل في دنيا الشعر والأدب والكتابة..فقد عرفنا مشاركاتها الفاعلة بادىء ذي بدء باسمها المستعار (وفاء السعودية) ثم باسمها الصريح ..وهي عادة دَرَجَ عليها بعض أرباب القلم قديماً وحديثاً. | كما أن لها تجربتها الناجحة في الشعر بنوعيه العمودي ..وشعر التفعيلة ..والكتابة النثرية..ولها موهبتها الأصيلة ومخزونها اللغوي الجيد ..وإلمامها بخصائص الشعر وفنونه من وزن وقافية ..وغير ذلك من أسرار اللغة وبلاغتها ..ومن يقرأ قصائد ديوانها (عندما غنى الجنوب) المعنى في هذه القراءة ودراستها النقدية عن الشعر العراقي في المنفى الصادرة عن سلسلة كتاب الرياض ..يلمس صدق ذلك ...إضافة إلى سهولة أسلوبها ..وسلامة أفكارها..وحسن اختيارها للموضوعات التي تتناولها في شعرها ونثرها. | وفي نصيها الآتيين ..ما يُشنف الأسماع .. من جميل الشعر وأعذبه: فالنص الأول قصيدة (فكوني..عيده) ص (14) تصوير لمعاني العيد ومراميه السامية في حياة الإنسان من مسرة وفرح وحبور وآمال: فكُوني ..عيده! لوَّح العيدُ ..يقولون استهل.. ...طافراً بالوعد ..(للفرح محل!) مدّ كفاً فاستجيشي لهفة... ...وحشة الروح ...استفيضي إذ هطل سرحي غفوات طفل ما انتهي ... ... شغباً قطُّ ..وإن قيل ..اكتهل! جنحي خطو الصبا في رقصة.. .غرة الحلم ..بلى ..حَدَّ الثَّمل! طوحي باليأس عنا .غربي.... ...بؤسه ..ولتُشرقي مغنى أمل جادك العيدُ فكوني عيدهُ... لحنه .. تغريده ..كوني ..أجل.. فالهنا أقصرُ عمراً من مَدى.... ...لطمنا في لوعة: (كيف ارتحل؟!). | وفي النص الثاني وهو مقطع من قصيدة (عندما غنى الجنوب) الموسوم الديوان باسمها ص (86) ...نلمس روح التجديد في بناء القصيدة وفق نمط القصيدة الحديثة (ذات التفعيلة) مواكبة لشعر الشعراء الكبار في هذا الجانب التطويري للقصيدة العربية الحديثة. وأنا بنتُ الجنوب!! أنت تدري أي وجد.... تبعث الأشعار في أهل الجنوب! فجأة ..يتقدون... حدة لا ثورة الموج ..ولا الإعصار لا رقص المطر!! ثورة محمومة الإيقاع... لا تعرفُ لونا للسكون نشوة خدَّرت الغيم... ..احتساها .... ادمن الغيم السفر... أدمن الغيم السفر !! | خاتمة: كانت هذه قراءة سريعة ووجيزة في ديوان (عندما غنى الجنوب) للشاعرة المبدعة د.فاطمة القرني.. وبودي لو طال ابحاري عبر شواطىء ابداعاتها النابضة بالاحاسيس المرهفة ..والرؤى الحالمة والمعاني الجميلة ..لكن مساحة المكان حالت دون ذلك ..ولعلي أعود لشعرها المعبر الجميل في قادم الأيام ..وفي مساحة أطول ...إن شاء الله ..وبالله التوفيق.