أكتب لك أستاذ أحمد با يوسف ولقراء جريدة الندوة من النمسا التي غادرتها إلى دولة التشيك حيث أتابع علاج أحد أفراد عائلتي، وما أن اقتربت الطائرة من مدينة فيينا حتى شاهدنا بساطاً من البياض حيث كست الثلوج الأرض، وما أن لامست الطائرة مدرج المطار حتى أعلن المضيف أن درجة الحرارة أربع تحت الصفر، هبطنا المطار وتوجهنا إلى كاونتر الجوازات حيث ختم رجال الشرطة على جوازات سفرنا، ثم توجهنا لأخذ حقائب السفر التي وجدناها أمامنا دون انتظار كما يحدث في مطار جدة!، خرجنا من المطار ولم يطلب منا أحد أن نفتح الحقائب للتفتيش ولم نمررها عبر أجهزة للتفتيش أيضا، وما أن وصلنا للفندق حتى استقلينا سيارة تاكسي لزيارة المركز الإسلامي بفيينا، وهو المركز الإسلامي الوحيد في النمسا،بل إن منارته هي الوحيدة في النمسا والتشيك وسلوفاكيا والمجر، حسب ما قاله لنا أحد المسلمين في النمسا. ولقد بدأت قصة المركز، بمنح قطعة الأرض لجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، الذي كان وراء تشييد معظم المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا، ولكن بناء المركز لم يتم إلا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله... ويضم المسجد مدرسة لتعليم القرآن الكريم، ومكتبة ومصلى للنساء، وللأسف لم يكن سعادة الدكتور خالد الخوتاني مدير المركز موجودا، حيث قابلنا نائبه، الذي استقبلنا استقبالا رائعا، وأخذنا في جولة في المركز ثم أكرمنا بأن قدم لنا المرطبات والمكسرات، ودعانا للغداء، لكننا اعتذرنا. ثم تجولنا في مدينة فيينا وتحدثنا مع من قابلناهم عن الإسلام، وشرحنا لهم بعض ما شوهته وسائل الإعلام الغربي، وفي اليوم التالي توجهنا للمطار لنغادر إلى مدينة براغ، ومنها إلى (كالوفي فاري) وهو عبارة منتجع للعلاج الطبيعي لبعض الأمراض، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين. وكارلوفي فاري قرية جميلة ذات طبيعة خلابة.تشتهر بينابيعها الحارة، وفنادقها التي تقدم خدمات العلاج الطبيعي، كل هذا ونحن نعيش في درجات حرارة منخفضة جدا، حيث بلغت درجة الحرارة أربع درجات تحت الصفر، بينما تمطرنا السماء بالثلوج البيضاء الناصعة الجميلة, والذي غبت عن رؤيتها ثلاثة وعشرين عاما، أي منذ تخرجي من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1406ه وحتى نلتقي في المملكة أسأل الله التوفيق والسداد، ويا أمان الخائفين.