المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل الذي سيصل إلى المنطقة الأسبوع القادم يعتبر تحركه ترجمة سريعة لانخراط الرئيس الأمريكي أوباما وادارته في تنشيط عملية السلام في المنطقة، رغم أن هناك الكثير كان يراهن على أن مشكلة الشرق الأوسط ستكون في ذيل اهتمامات الادارة الامريكيةالجديدة مقارنة بالملفات الساخنة في العراق وايران وغيرها. ورغم ان التطورات التي شهدتها المنطقة كان لها دورها في تسريع التحرك الأمريكي إلا أن الاهتمام بمشكلة الشرق كان في فكر أوباما منذ أن كان مرشحاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وخلال ترشحه للرئاسة ولهذا ليس غريباً أن يأتي الاهتمام بتنشيط عملية السلام في المنطقة من خلال تعيين المبعوث الأمريكي الخاص في الأيام الأولى من عهد أوباما. ولكن أمام المبعوث الأمريكي والذي سبق وأن توج ابرز نجاحاته باتفاق السلام في أيرلندا تحديات كثيرة وعقبات كبيرة لابد من تجاوزها لتحقيق السلام في المنطقة وأكبر تلك العقبات هو العناد الاسرائيلي والمراوغة والمماطلة التي اشتهرت بها..والخطوات التي يجب على جورج ميتشيل العمل من أجلها هي تثبيت وفق اطلاق النار في غزة، فأي جهد للسلام يجب أن ينطلق بعد اتمام هذه الخطوة وليس قبلها وهذه الخطوة أي تثبيت وقف اطلاق النار لن تكتمل ما لم تقم اسرائيل برفع الحصار وفتح المعابر عندئذ فقط يمكن أن تشكل نقطة البداية أمام جورج ميتشيل للبدء في مهمته الصعبة ، ولكن ما يتمتع به من صبر ورؤية ثاقبة قد يساعد في توصله إلى الموقف الصائب في نهاية الأمر. ولكن كما ذكرنا من قبل بشأن التحديات فمثلما هناك تعقيدات على الجانب الاسرائيلي فهناك تعقيدات على الجانب الفلسطيني أهمها حالة الانقسام الحاد وسط الصف الفلسطيني، فلكي تنجح مهمة ميتشيل لابد وأن يكون الصف الفلسطيني موحداً وإلا سيكون حوار ميتشيل مع الأطراف المعنية حوار طرشان. على كل فإن الاهتمام الأمريكي المبكر بالسلام اهتمام مقدر ويأتي تجاوباً مع رغبة عربية عارمة لدور ايجابي، وطالما وجدت الادارة القوية نحو تنشيط السلام فقطعاً سوف تكون هناك نتائج بناءة بإذن الله.