انتشرت ظاهرة العنوسة في مجتمعنا بشكل ملفت يثير التساؤلات ويفتح المجال واسعاً لارتسام الكثير من علامات الاستفهام وأصبح عزوف الشباب عن الزواج يشكل هاجساً خطيراً فالأيام تمضي سراعاً وقطار العمر يطوي سنواته حاملاً معه أحلاماً قتلت، وروداً ذبلت، ونفوساً منهكة ربما لا تستيقظ الا عند محطته الأخيرة وبعد فتوات الأوان وانتهاء عمر الشباب. هناك أسباب تتسبب في ظهور هذه الظاهرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر. رغبة الفتاة في مواصلة التعليم هو أحد الأسباب الرئيسية في وجود تلك الظاهرة في المجتمع حيث نجد أن أغلب الفتيات يرفضن الارتباط الا بعد الانتهاء من الدراسة وبعدها تنتظر الوظيفة التي ربما أخذت ردحاً من الزمن حتى تحصل عليها ومن هنا نجد أن العمر تقدم بها ولم يعد هناك من يطرق الباب لخطبتها بحجة أنها أصبحت عانساً فقد اشتعل الرأس شيبا. أضف الى أن هناك عادات سيئة ومن أبرزها من وجهة نظري اجبار الفتاة على ابن العم أو ابن الخال أو عدم تزويج الاخت الصغرى قبل الكبرى مما يتسبب في زيادة نسبة العنوسة في المجتمع ويحطم أحلام الفتاة فالدين الإسلامي لم يقدر هذه العادة السيئة ولكن المجتمع مع الأسف مايزال يتمسك بها بالرغم من انتشار العلم في المجتمع، كما أن البعض تجده يرفض تزويج ابنته من خارج القبيلة مهما كانت الأسباب ولا يستطيع الولي أن يخالف هذه العادات والتقاليد البتّة. اضف الى ذلك هناك أسباب اخرى كالأمراض والعاهات والعيوب والتشوهات الخلقية، أو عدم التوافق الاجتماعي والتكيف الأسري أو قد تكون هناك اعاقة جسدية وفي المقابل ارتفاع المهور عند البعض مما يزيد الطين بلّة، والزواج بالأجنبية، كما أن الابن له مطلق الحرية في الزواج من بنت القبيلة أو من خارج القبيلة بعكس البنت. وهناك أيضاً بعض الآباء وأولياء الأمور يمتنع عن تزويج ابنته بحجة استلام الراتب في نهاية كل شهر فهذا ينظر الى المادة التي تدر له ذهباً كل شهر وان زوجها سيجعله يعيش تحت الصفر، ولعل امتناع الشباب والشابات من اكمال نصف دينهم قد يجعلهم يلجأون الى ارتكاب الجرائم والانحرافات والأخلاقيات السيئة البعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف، فهل عرف هؤلاء الأباء وأولياء الأمور بأن الاسلام كفل وحفظ للمرأة مكانتها وحقوقها فعليهم أن يراعوا الله جل وعلا في بناتهم واخواتهم والا يجعلوا الراتب أو العادات التي لم ينزل الله بها من سلطان سبباً في زيادة العنوسة فقد حث الاسلام على الزواج ورغب فيه وقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم : (تناكحوا تكاثروا فإني مفاخر بكم الأمم يوم القيامة) أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه. وأهمس في آذان أخواتي وبناتي أن لا يؤجلن الزواج واكمال نصف دينهن بحجة الدراسة واستلام الشهادة وان يأخذن العبرة ممن يعانين الأمرين في وقتنا الراهن بسبب ابتعاد الخطّاب واحداً بعد الآخر وأصبحن قاب قوسين أو أدنى من سن اليأس.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.. والله من وراء القصد . عبارات في الصميم : | ما أجمل أن يكون لديك إنسان يسأل عنك إذا غبت ويقترب منك إذا بعدت. | ما أجمل أن يكون لديك إنسان يشد من أزرك إن ضعفت ويشجعك إن جبنت وينصحك إن أخطأت. | ما أجمل أن يكون لديك إنسان كاتم لسرك وحافظ لعهدك وصادق اللسان والقلب ووفيّ للوعد. | وأخيراً ما أجمل أن يكون لديك إنسان يحسن الظن بك ويغفر لك إن اخطأت ويلتمس لك العذر إن اسأت له. فإذا وجدته فهنيئاً لك به فحافظ عليه، وإن وجدته فلا تجعله يضيع منك هباءً وأحمد الله على ذلك في هذا الزمن الذي قال عنهم الشاعر: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليلُ همسة : درهم وقاية خير من قنطار علاج.