الترحيب الواسع والصدى الكبير الذي أحدثه إعلان الميزانية يعكس التقدير الكبير للدولة ولجهودها وخططها ونجاح تلك الجهود في إخراج الميزانية بهذا الحجم من غير أي تأثر بالظروف الاقتصادية الحرجة التي تحيط بالعالم. فقد جاءت الميزانية وما تحويه اعتماداتها من مخصصات لتؤكد من جديد الثقة في الاقتصاد الوطني وقدراته على مواجهة التحديات. وبالنظر الى هذه الاعتمادات فإننا نرى ان قطاع التعليم قد حظى بالنصيب الأكبر، بل ان الاعتمادات المخصصة لهذا القطاع تجاوزت ربع الميزانية المعلنة، وهذا بالطبع يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه ولاة الأمر للتعليم وإدراكاً منهم حفظهم الله لأهميته وانه لا يمكن أن تبنى أي نهضة تنموية أو تطويرية في غياب التعليم وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مراراً وتكراراً على ان الدولة انما تبنى بعقول وسواعد ابنائها، وحتى تكون تلك العقول والسواعد مهيئة لبناء وطنها كانت تلك الثورة التعليمية التي انتظمت المملكة من أقصاها الى أقصاها ومنذ وقت مبكر جداً كان التعليم في متناول المواطن أينما كان في القرى والهجر وفي السهل وفي الجبل حتى كان هذا الكم الكبير من المدارس ومن الطلاب ومن الخريجين الذين أصبحوا كفاءات سعودية مقتدرة تقوم الآن بدورها في عملية بناء الوطن في كافة المجالات وامتد الاهتمام الى زيادة حصيلة الطلاب والطالبات ليس من خلال نشر المزيد من الجامعات فحسب بل من خلال برنامج منظم للابتعاث الخارجي تمكن من خلاله آلاف الطلاب من الحصول على الابتعاث ومنهم مَنْ عاد ليساهم في نهضة وطنه ومنهم من ينتظر. واليوم واستكمالاً لهذه المسيرة تأتي الميزانية لتحمل في طياتها الكثير من بشائر الخير في المجالات كافة ولقطاع التعليم بصفة خاصة من خلال مخصصات تصل الى أكثر من 122 مليار ريال ومن خلال تأسيس شركة قابضة برأسمال مقداره مائة مليون ريال لتؤكد عزم المليك المفدى أيده الله على تحقيق نقلة نوعية في التعليم تواكب متطلبات العصر واحتياجات الخطط التنموية للدولة.