تحتضن منطقة أم رقيبة هذه الأيام تظاهرة تراثية ثقافية كبرى بمناسبة فعاليات مهرجان جائزة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - لمزاين الإبل في دورته العاشرة . ولا تقتصر أنشطة المهرجان على عرض مزاين الإبل والتنافس على جائزة الملك المؤسس /رحمه الله/ بل تشتمل على العديد من المناشط والبرامج التي تعود بالنفع والفائدة على الزوار والمشاركين . ومن أبرز مظاهر الأنشطة ذات المردود الإيجابي المصاحبة لمهرجان المزايين التي تدخل هذا العام بصورة أوسع وأشمل وبشكل مدروس وهادف الوسائل الدعوية المتعددة التي يتم توزيعها خلال فعاليات المهرجان بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وبمتابعة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وتتضمن تلك الوسائل كميات كبيرة من الكتب والأشرطة التي تعود بالنفع على الزوار والمشاركين ، وهي على ثلاثة مستويات التوزيع العام ، وتوعية الجاليات ، وهدايا كبار الزوار وتبلغ في مجملها /39.400 / وسيلة دعوية تتسم بالتنوع والشمول وتسهم في الدعوة إلى الله . ومن فوائد المهرجان أيضاً تكريس الوحدة الوطنية بعيداً عن النعرات والعصبيات القبلية باعتبار “ أم رقيبة “ أكبر مهرجان مزايين جامع يهدف إلى نبذ الفرقة والشتات ويحارب النعرات ، ويجمع أبناء الوطن في بوتقة واحدة.. كما يسهم المهرجان بصورة ملحوظة في الحفاظ على التراث ، ويجسد حب الوطن والغيرة عليه . وتأتي مشاركة المرأة في المهرجان عبر السوق الشعبية كعارضة للمنتجات التي يحتاجها الجمهور من الزوار كدلالة إضافية على شمولية فوائد هذه المناسبة التراثية العظيمة ، وتعزيز مكانة المرأة في مضمار البناء الثقافي التراثي الاقتصادي التنموي حيث كانت للمرأة مكانة مرموقة في رعاية الإبل منذ القدم وما زالت تؤدي هذا الدور في حياة البادية ، وهاهو المهرجان يتيح لها المجال لتسهم بفاعلية في صياغة مردود المتنوع الإيجابي . ويتمثل المردود الاقتصادي للمهرجان في الاهتمام بالإبل كثروة ذات قيمة جمالية واقتصادية وتراثية، وتسهم هذه الجائزة التي يرعاها ويقدمها سمو الأمير مشعل بن عبد العزيز في تشجيع الملاك على الاهتمام بالإبل والعناية بها بما ينمي هذه الثروة ويرتقي بها على مختلف الأصعدة. كما أن المنتجات الوطنية التي تعرض على هامش المهرجان من ملبوسات ومأكولات ، ومقتنيات وهدايا وغيرها تمثل سوقاً شعبياً يعود على المشاركين فيه بمردود مالي جيد . أما المردود الثقافي فيشمل عدة أوجه وصور منها معرض الصور الذي يقام على هامش الفعاليات وتنظمه اللجنة العليا للمهرجان بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة في كل عام ، ويحتوي على الكثير من الصور النادرة عن الملك عبد العزيز وعن المملكة وملك الإنسانية ، وعن تاريخ الإبل ، كما يضم المعرض صوراً تحكي تاريخ الإبل في عصور ما قبل الإسلام ، وتاريخ الإبل في العصور الإسلامية بالإضافة إلى تاريخ هذه المهرجان خلال الدورات السابقة . كما يشهد المهرجان تقديم عدد من الأنشطة الثقافية لزوار المهرجان منها ، الفنون الشعبية ، والأمسيات الشعرية التي يحييها بعض الشعراء المعروفين ، فضلاً عن أن فعاليات المهرجان، خصوصاً الجانب التراثي والشعبي منها تسهم بشكل مباشر في تعزيز نمط جديد للسياحة في المملكة أخذ يتنامى في الآونة الأخيرة ويتمثل في سياحة الصحراء من خلال الاهتمام بالتراث البدوي والصحراوي وعرضه على الأجيال الحاضرة بنكهته الأصلية وطعمه المتميز.